مدخل إلى حقل دراسات الاستخبارات

اضغط لتحميل الملف

 إنَّ دراسات الاستخبارات حقل فرعي يندرج ضمن مجال العلاقات الدولية، وبرز في الغرب مع تزايد الاهتمام بدور الاستخبارات في مواجهة الدول المنافسة والجماعات المصنفة إرهابية وعصابات الجريمة المنظمة؛ فضلًا عن علاقتها بملف أمن الطاقة.

ومع وقوع أجهزة الاستخبارات في أخطاء كارثية وفضائح ترتبط بانتهاكها للقوانين المنظمة لعملها ازدادت العناية بحوكمة الأجهزة الاستخبارية وفحص مجالات عملها، فتبلّورت معالم حقل الدراسات الاستخبارية أكاديميًّا لتشمل دراسة عمليات جمع وتحليل المعلومات والعمل السري والاستخبارات المضادة؛ فضلًا عن الرقابة على أجهزة الاستخبارات.

ربما يقلل البعض في العالم العربي من أهمية ذلك الحقل الأكاديمي باعتبار أنَّ السرية قرينة الاستخبارات، ولوجود عوائق مثل محدودية القدرة على الوصول إلى المصادر الأولية للمعلومات، وبالتالي ينتشر تصور بأنَّ الدراسة الأكاديمية لن تنفذ إلى جوهر عمل الأجهزة الاستخبارية؛ أي أنَّ ما سيحصله الطالب في هذا المجال وَفق منظورهم لن يتجاوز القشور. ويعزز هذا الرأي التصورات السائدة في البلاد العربية بأنَّ هذا المجال خط أحمر لا ينبغي الاقتراب منه، فضلًا عن التعمق فيه واقتصار الاهتمام به على الأجهزة الاستخبارية والأمنية وحدها، التي لا يقتصر دورها على فَهم المجتمع المحلي؛ إنَّما يمتد إلى العمل على تشكيل المجتمع والسيطرة عليه والقضاء على أي قوى تغيير حية فيه.

لكن هذا التخوف يتبدد على أرض الواقع، حيث نجد أنَّ العديد من المحاضرين في هذا المجال الأكاديمي، إما من ضباط الاستخبارات السابقين الذين تخصصوا في الحقل الأكاديمي أو من الأكاديميين الذين عملوا مستشارين للأجهزة الاستخبارية ومؤسسات صنع السياسات الأمنية. ومن ثَمَّ فإنَّهم يقدمون خلاصة تجاربهم في الأدبيات التي ينتجوها، فأول كتاب صُنف كتابًا علميًّا مرجعيًّا في مجال الدراسات الاستخبارية صدر في عام 1949 بعنوان (الاستخبارات الإستراتيجية للسياسة العالمية الأمريكية) دونه شيرمان كينت، وهو محلل بارز في وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) عند تأسيسها، وهو أيضًا أستاذ تاريخ في جامعة ييل، وما زال مركز الدراسات والبحوث في وكالة الاستخبارات الأمريكية يحمل اسم “مركز شيرمان كينت” تكريمًا لدوره في تطوير عمل الوكالة، أما الكتاب الثاني في المجال المذكور فقد صدر في عام 1956 بعنوان (الاستخبارات الإستراتيجية والقرارات الوطنية) بقلم روجر هيلسمان المدير السابق لمكتب الاستخبارات والبحوث في وزارة الخارجية. وهو ما يوضح أنَّ هذا الحقل الأكاديمي لم يتأسس على يد هواة أو أكاديميين غير ذي صلة بالواقع العملي.

وما يؤكد على أهمية الدراسة الأكاديمية لهذا المجال أنَّ الأجهزة الاستخبارية تحرص على إيفاد كبار قادتها وأفضل كوادرها للالتحاق ببعض البرامج الجامعية فيه بهدف توسيع آفاقهم، حيث يذكر مسؤول العمليات السرية السابق بمركز مكافحة الإرهاب التابع للاستخبارات الأمريكية “هنري كرامبتون” في مذكراته المنشورة باللغة العربية بعنوان “فن التجسس” أنَّه بعد أن أشرفَ على عمليات السي آي إيه بأفغانستان عام 2001 تفرغ في عام 2002 لنيل دبلومة في كلية بول نيتزه للدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جون هوبكنز، ودرس خلالها مقررات في الفكر السياسي والإستراتيجية العسكرية والتاريخ والسياسة الخارجية والإرهاب والفلسفة، كما درس برنامجًا بعنوان “فن الاستخبارات وحرفتها”. وأكد أنَّه خلال هذا البرنامج الدراسي توسعت مداركه كثيرًا[1].

تتناول هذه الورقة أبرز الموضوعات التي تتناولها الدراسات الاستخبارية وتشرح بإيجاز كيف تطورت الدراسات الاستخبارية، كما تستعرض أبرز الدوريات الأكاديمية والمجلات في هذا الحقل وتتناول الدراسات الأمنية الاستخبارية في إسرائيل كنموذج ثُمَّ تُختتم بتوصيات.


لقراءة الدراسة كاملة، الرجاء الاطلاع على ملف الـPDF

اضغط لتحميل الملف
مشاركات الكاتب