علاقات النظام المصري مع إسرائيل
جاء إعلان وزارة الخارجية الإسرائيلية في مارس 2022 عن بدء تسيير رحلات جوية مباشرة بين تل أبيب وشرم الشيخ ليمثل أحدث خطوة في مسار تقارب نظام السيسي مع إسرائيل، وهو التقارب الذي شهد طفرة خلال العام الأخير، ففي فبراير 2021 زار وزير البترول طارق الملا الكيان الصهيوني في زيارة هي الأولى لوزير مصري بخلاف وزير الخارجية منذ أكثر من 15 عاماً. وقد اتفق الملا مع نظيره الإسرائيلي على تفعيل التفاهم السابق حول ربط حقل “ليفاثان” بوحدتي إسالة الغاز بدمياط وإدكو عبر خط أنابيب بحري بعيدا عن الخط المار في سيناء، وهو ما يعزز تقاسم القاهرة وتل أبيب البنية التحتية التصديرية للغاز بالمنطقة.
لاحقا اجتمع نائب رئيس المخابرات العامة اللواء ناصر فهمي مع وفد إسرائيلي برئاسة وزير الاستخبارات إيلي كوهين في شرم الشيخ لمناقشة ملف محاربة الإرهاب، وتأمين الملاحة البحرية في البحر الأحمر، وإعادة فتح منفذ طابا، وسبل زيادة التعاون بين البلدين في مجالات الزراعة والمياه والكهرباء والسياحة.
وفي أعقاب الحرب في صيف عام 2021 بين غزة وإسرائيل، زار رئيس المخابرات العامة عباس كامل تل أبيب وقطاع غزة ورام الله لبحث سبل تثبيت التهدئة، ثم زار عباس إسرائيل للمرة الثانية في أغسطس حيث اجتمع مع رئيس الوزراء بينيت، وبالمقابل زار إيال حولتا مستشار الأمن القومي الإسرائيلي الجديد القاهرة.
وتُوجت اللقاءات بعقد لقاء في شرم الشيخ بين السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي “بينيت” في سبتمبر 2021 لمناقشة تثبيت وقف إطلاق النار في غزة، وملف تبادل الأسرى مع حماس. فيما طلب السيسي من بينيت المساعدة في حل أزمة سد النهضة. وعقب الزيارة أعلنت شركة مصر للطيران نيتها تدشين خط رحلات من تل أبيب إلى شرم الشيخ. وقد حاول نتنياهو التشويش على زيارة بينت التي حظيت بتغطية إعلامية باعتبارها الزيارة الأولى من نوعها لرئيس وزراء إسرائيلي إلى مصر منذ عام 2011، حيث كشف نتنياهو عن لقائه في سيناء سرا بالسيسي 6 مرات منذ كان وزيرا للدفاع ثم بعد استيلائه على الرئاسة.
وفي نوفمبر 2021 زار مصر رئيس جهاز “الشاباك” رونين بار رفقة مستشار الأمن القومي إيال حولتا، حيث اجتمعا مع عباس كامل. وبعد تلك اللقاءات رفيعة المستوى، شهد نوفمبر اجتماعا بين ضباط مصريين وإسرائيليين أسفر عن السماح بزيادة عدد قوات حرس الحدود المصرية في منطقة رفح. كما وقعت مصر وإسرائيل مذكرة تفاهم لزيادة إمدادات الغاز الطبيعي من إسرائيل إلى مصر لإعادة تصديرها.
تأتي تلك اللقاءات المكثفة والاتفاقات ضمن مساعي السيسي لتحويل العلاقة مع إسرائيل إلى علاقة تحالف وشراكة على المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية، وذلك لتأمين نظامه ضد أي ضغوط خارجية في ملف حقوق الإنسان، ولإبراز نفسه كلاعب إقليمي يضمن المصالح الإسرائيلية بالمنطقة ولا يهددها.
