تاريخ النشر في 4/4/2025 أفريقيا انتليجنس
أصبح الككلي ركيزة أساسية في جهاز الأمن الحكومي، كما طوّر بصبر شبكة أعمال واسعة في طرابلس ويتطلع إلى شق طريقه في قطاع النفط.
أصبح عبد الغني الككلي لاعبًا رئيسيًّا في منطقة طرابلس، رغم أنَّه في الواقع وُلد في بنغازي شرقًا. عمل الككلي قبل اندلاع الحرب في مخبز عائلته، لكنه حمل السلاح في الثورة التي أطاحت بمعمر القذافي عام 2011 وشكّل فصيلًا مسلحًا في حي أبو سليم جنوب طرابلس الذي لا يزال معقله حتى يومنا هذا.
على مر السنين، أصبح فصيله الذي يبلغ قوامه 2000 فرد أحد أكثر الجماعات إثارة للخوف في ليبيا، وأصبح الككلي نفسه ركيزة أساسية في جهاز الأمن الحكومي في طرابلس بالإضافة إلى كونه رجل أعمال بارزًا. والواقع أنَّ الرجل أصبح الآن شخصية محورية إلى درجة أنَّه ربما يتمكن من الحفاظ على موقعه في أروقة السلطة، حتى لو استُبدل حليفه الحالي رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة.
في عام ٢٠١٦، أُخضع فصيل غنيوة الككلي رسميًّا لوصاية وزارة الداخلية بقرار من رئيس حكومة الوفاق الوطني بين عامي ٢٠١٦ و٢٠٢١ فايز السراج. وفي يناير ٢٠٢١، ترقى الككلي نفسه عندما نجح في الوصول إلى قيادة جهاز دعم الاستقرار الذي دمج فصيله فيه، كما عزز قاعدته السياسية والجغرافية في العاصمة من خلال تنصيب حلفاء له في مختلف المؤسسات الرئيسية، بما في ذلك وزارتي الداخلية والدفاع وأجهزة المخابرات. وبفضل تدخله، عُيّن أحد قادة الغنيوة لطفي الحراري في سبتمبر ٢٠٢٠ رئيسًا لجهاز الأمن الداخلي.
مناصب استراتيجية مقابل الحماية
بعد رحيل السراج في عام ٢٠٢١، تقرّب الككلي من رئيس الحكومة الجديد الدبيبة وتفاهما على أن يسمح له رئيس الحكومة بتثبيت حلفائه في مناصب استراتيجية، لقاء أن يقدم له الككلي الحماية والدعم في طرابلس.
يساعد هذا الترتيب الككلي على توسيع نفوذه بشكل أكبر، حيث يدير حليفه المقرب أسامة عبد المجيد محمد المعروف بـ (أسامة طليش) هيئة أمن المرافق الحكومية التي تدير عقود أمن الدولة، وهي الوحيدة المخولة بالإشراف على التحويل الآمن للأموال بين البنوك الرئيسية في طرابلس ومصرف ليبيا المركزي. ومنذ أن عينه الدبيبة في منصبه عام 2022، عمل طليش على زيادة صلاحيات الهيئة.
وفي ديسمبر من ذلك العام، تولى مساعد آخر للككلي يدعى محمد الخوجة زمام الأمور في مديرية مكافحة الهجرة غير الشرعية الذي يدير مراكز احتجاز المهاجرين، والذي يُعد مصدرًا لإيرادات كبيرة؛ نظرًا للأعداد الهائلة من الموقوفين.
في الأشهر الأخيرة، ازدادت العلاقات بين الدبيبة والككلي تعقيدًا بسبب مطالبات الأخير المستمرة بالحصول على المزيد من المناصب الاستراتيجية لحلفائه، إلا أنَّ الككلي ما زال مقربًا من الدائرة المحيطة برئيس الحكومة.
فعلى سبيل المثال، زار مؤخرًا أحد معاوني الدبيبة وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء عادل جمعة الذي يتلقى العلاج في مستشفى إيطالي بعد محاولة اغتياله في طرابلس في 12 فبراير، برفقة العديد من الشخصيات السياسية البارزة وأفراد من عائلة الدبيبة بمن فيهم نائب رئيس الوزراء إبراهيم الدبيبة وعضو مجلس إدارة المصرف العربي للاستثمار والتجارة الخارجية أحمد الشركسي.
نادي الأهلي لكرة القدم
بالإضافة إلى الأموال الحكومية المدفوعة لجهاز الأمن والمخابرات، طوّر الككلي شبكةً لتأمين العقود وخطابات الاعتماد التي تُمكّنه من الحصول على العملات الأجنبية، حيث يرعى نادي الأهلي الرياضي لكرة القدم في منطقة أبو سليم والذي أصبح طليش مديرًا له في يونيو 2023. وإلى جانب تعزيز شعبيته، يُستخدم النادي بانتظام كضمان لخطابات الاعتماد الصادرة عن مصرف ليبيا المركزي.
وبصفته رجل أعمال متحفظًا بطبيعته، انخرط الككلي أيضًا في عالم الأعمال بمساعدة شقيقه فتحي الككلي الذي يدير شركة “شمال إفريقيا للتنمية والاستثمار” العاملة في مجالات العقارات والصناعة والاتصالات والنفط.
حصلت عائلة الككلي على عقود خدمات مع الشركة العامة للكهرباء في ليبيا (GECOL) بفضل رئيس مجلس إدارتها محمد المشاي الذي تربطه علاقات غير مُعلنة بالككلي وفق ما ورد في تقرير صادر عن لجنة خبراء الأمم المتحدة المعنية بليبيا في ديسمبر. عُيّن مشاي في هذا المنصب في يوليو 2022 إلى جانب كونه الرئيس التنفيذي بالإنابة للنادي الأهلي، وقد تكونت شركته أيضًا في وضع جيد لتأمين عقود من الشركة الليبية للبريد والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات (LPTIC) حيث نجح في تنصيب حليفه صلاح الناجح رئيسًا لها.
دعوة من المؤسسة الوطنية للنفط لتقديم عطاءات
تسعى شركة “شمال إفريقيا للتنمية والاستثمار” إلى دخول قطاع النفط الذي يُعدّ القطاع الأكثر ربحية في ليبيا، ودأبت منذ عدة أشهر على الضغط على المؤسسة الوطنية للنفط على أمل تأمين عقود مختلفة، وكانت إحدى أكبر الصفقات التي سعت إلى إبرامها مؤخرًا مع شركة Akakus للعمليات النفطية. كان من المفترض أن تبلغ قيمة هذا المشروع الذي شمل تطوير امتيازات النفط في حوض مرزق 280 مليون دولار، إلا أنَّ مجلس إدارة Akakus الذي يضم المؤسسة الوطنية للنفط وشركات Repsol الإسبانية وTotalEnergies الفرنسية وOMV النمساوية وEquinor النرويجية رفض عرضه في نهاية المطاف.
ورغم قلة خبرتها في هذا القطاع، تعاونت شركة الككلي في هذا العرض مع شركة Neuman & Esser الألمانية، التي أسست العام الماضي فرعًا ليبيًّا لها باسم “NEA ليبيا” للخدمات النفطية بهدف الحصول على عقد Akakus.
رغم هذا الفشل، سيستجيب الككلي لدعوة العطاءات الضخمة التي أطلقتها المؤسسة الوطنية للنفط في مارس لاستكشاف وتطوير 22 امتيازًا بريًّا وبحريًّا جديدًا، والتي تُعدّ الأولى من نوعها منذ 18 عامًا ومفتوحة للشركات الليبية الخاصة، ما قد يُمثّل نقطة انطلاق مثالية للككلي لتعزيز طموحاته التجارية.
أصبح الككلي ركيزة أساسية في جهاز الأمن الحكومي، كما طوّر بصبر شبكة أعمال واسعة في طرابلس ويتطلع إلى شق طريقه في قطاع النفط.
أصبح عبد الغني الككلي لاعبًا رئيسيًّا في منطقة طرابلس، رغم أنَّه في الواقع وُلد في بنغازي شرقًا. عمل الككلي قبل اندلاع الحرب في مخبز عائلته، لكنه حمل السلاح في الثورة التي أطاحت بمعمر القذافي عام 2011 وشكّل فصيلًا مسلحًا في حي أبو سليم جنوب طرابلس الذي لا يزال معقله حتى يومنا هذا.
على مر السنين، أصبح فصيله الذي يبلغ قوامه 2000 فرد أحد أكثر الجماعات إثارة للخوف في ليبيا، وأصبح الككلي نفسه ركيزة أساسية في جهاز الأمن الحكومي في طرابلس بالإضافة إلى كونه رجل أعمال بارزًا. والواقع أنَّ الرجل أصبح الآن شخصية محورية إلى درجة أنَّه ربما يتمكن من الحفاظ على موقعه في أروقة السلطة، حتى لو استُبدل حليفه الحالي رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة.
في عام ٢٠١٦، أُخضع فصيل غنيوة الككلي رسميًّا لوصاية وزارة الداخلية بقرار من رئيس حكومة الوفاق الوطني بين عامي ٢٠١٦ و٢٠٢١ فايز السراج. وفي يناير ٢٠٢١، ترقى الككلي نفسه عندما نجح في الوصول إلى قيادة جهاز دعم الاستقرار الذي دمج فصيله فيه، كما عزز قاعدته السياسية والجغرافية في العاصمة من خلال تنصيب حلفاء له في مختلف المؤسسات الرئيسية، بما في ذلك وزارتي الداخلية والدفاع وأجهزة المخابرات. وبفضل تدخله، عُيّن أحد قادة الغنيوة لطفي الحراري في سبتمبر ٢٠٢٠ رئيسًا لجهاز الأمن الداخلي.
مناصب استراتيجية مقابل الحماية
بعد رحيل السراج في عام ٢٠٢١، تقرّب الككلي من رئيس الحكومة الجديد الدبيبة وتفاهما على أن يسمح له رئيس الحكومة بتثبيت حلفائه في مناصب استراتيجية، لقاء أن يقدم له الككلي الحماية والدعم في طرابلس.
يساعد هذا الترتيب الككلي على توسيع نفوذه بشكل أكبر، حيث يدير حليفه المقرب أسامة عبد المجيد محمد المعروف بـ (أسامة طليش) هيئة أمن المرافق الحكومية التي تدير عقود أمن الدولة، وهي الوحيدة المخولة بالإشراف على التحويل الآمن للأموال بين البنوك الرئيسية في طرابلس ومصرف ليبيا المركزي. ومنذ أن عينه الدبيبة في منصبه عام 2022، عمل طليش على زيادة صلاحيات الهيئة.
وفي ديسمبر من ذلك العام، تولى مساعد آخر للككلي يدعى محمد الخوجة زمام الأمور في مديرية مكافحة الهجرة غير الشرعية الذي يدير مراكز احتجاز المهاجرين، والذي يُعد مصدرًا لإيرادات كبيرة؛ نظرًا للأعداد الهائلة من الموقوفين.
في الأشهر الأخيرة، ازدادت العلاقات بين الدبيبة والككلي تعقيدًا بسبب مطالبات الأخير المستمرة بالحصول على المزيد من المناصب الاستراتيجية لحلفائه، إلا أنَّ الككلي ما زال مقربًا من الدائرة المحيطة برئيس الحكومة.
فعلى سبيل المثال، زار مؤخرًا أحد معاوني الدبيبة وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء عادل جمعة الذي يتلقى العلاج في مستشفى إيطالي بعد محاولة اغتياله في طرابلس في 12 فبراير، برفقة العديد من الشخصيات السياسية البارزة وأفراد من عائلة الدبيبة بمن فيهم نائب رئيس الوزراء إبراهيم الدبيبة وعضو مجلس إدارة المصرف العربي للاستثمار والتجارة الخارجية أحمد الشركسي.
نادي الأهلي لكرة القدم
بالإضافة إلى الأموال الحكومية المدفوعة لجهاز الأمن والمخابرات، طوّر الككلي شبكةً لتأمين العقود وخطابات الاعتماد التي تُمكّنه من الحصول على العملات الأجنبية، حيث يرعى نادي الأهلي الرياضي لكرة القدم في منطقة أبو سليم والذي أصبح طليش مديرًا له في يونيو 2023. وإلى جانب تعزيز شعبيته، يُستخدم النادي بانتظام كضمان لخطابات الاعتماد الصادرة عن مصرف ليبيا المركزي.
وبصفته رجل أعمال متحفظًا بطبيعته، انخرط الككلي أيضًا في عالم الأعمال بمساعدة شقيقه فتحي الككلي الذي يدير شركة “شمال إفريقيا للتنمية والاستثمار” العاملة في مجالات العقارات والصناعة والاتصالات والنفط.
حصلت عائلة الككلي على عقود خدمات مع الشركة العامة للكهرباء في ليبيا (GECOL) بفضل رئيس مجلس إدارتها محمد المشاي الذي تربطه علاقات غير مُعلنة بالككلي وفق ما ورد في تقرير صادر عن لجنة خبراء الأمم المتحدة المعنية بليبيا في ديسمبر. عُيّن مشاي في هذا المنصب في يوليو 2022 إلى جانب كونه الرئيس التنفيذي بالإنابة للنادي الأهلي، وقد تكونت شركته أيضًا في وضع جيد لتأمين عقود من الشركة الليبية للبريد والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات (LPTIC) حيث نجح في تنصيب حليفه صلاح الناجح رئيسًا لها.
دعوة من المؤسسة الوطنية للنفط لتقديم عطاءات
تسعى شركة “شمال إفريقيا للتنمية والاستثمار” إلى دخول قطاع النفط الذي يُعدّ القطاع الأكثر ربحية في ليبيا، ودأبت منذ عدة أشهر على الضغط على المؤسسة الوطنية للنفط على أمل تأمين عقود مختلفة، وكانت إحدى أكبر الصفقات التي سعت إلى إبرامها مؤخرًا مع شركة Akakus للعمليات النفطية. كان من المفترض أن تبلغ قيمة هذا المشروع الذي شمل تطوير امتيازات النفط في حوض مرزق 280 مليون دولار، إلا أنَّ مجلس إدارة Akakus الذي يضم المؤسسة الوطنية للنفط وشركات Repsol الإسبانية وTotalEnergies الفرنسية وOMV النمساوية وEquinor النرويجية رفض عرضه في نهاية المطاف.
ورغم قلة خبرتها في هذا القطاع، تعاونت شركة الككلي في هذا العرض مع شركة Neuman & Esser الألمانية، التي أسست العام الماضي فرعًا ليبيًّا لها باسم “NEA ليبيا” للخدمات النفطية بهدف الحصول على عقد Akakus.
رغم هذا الفشل، سيستجيب الككلي لدعوة العطاءات الضخمة التي أطلقتها المؤسسة الوطنية للنفط في مارس لاستكشاف وتطوير 22 امتيازًا بريًّا وبحريًّا جديدًا، والتي تُعدّ الأولى من نوعها منذ 18 عامًا ومفتوحة للشركات الليبية الخاصة، ما قد يُمثّل نقطة انطلاق مثالية للككلي لتعزيز طموحاته التجارية.
اضغط لتحميل الملف