دلالات المناورات المصرية المشتركة مع الصين وروسيا وتركيا

الحدث

نُفذت في شهر إبريل 2025 ثلاث مناورات عسكرية مشتركة شاركت فيها قوات مصرية، حيث جرت مناورات جوية بين مصر والصين تحت اسم “نسر الحضارة 2025″، كذلك أعلنت وزارة الدفاع التركية تنفيذ تدريب مشترك للقوات الخاصة التركية والمصرية في أنقرة، كما أجرت القوات البحرية الروسية والمصرية مناورات “جسر الصداقة -2025” في البحر الأبيض المتوسط.

التحليل

 إنَّ تزامن المناورات المذكورة مع تصريحات وضغوط الرئيس الأمريكي ترامب الداعية لتهجير أهل غزة ومرور السفن العسكرية والتجارية الأمريكية مجانًا في قناة السويس، يشير إلى أنَّ القاهرة ترسل رسائل بأنَّ لديها خيارات أخرى منها التقارب مع الصين وروسيا. وفي حين أنَّ مناورات “جسر الصداقة” تتكرر سنويًّا منذ عام 2016، فإنَّ المناورات الجوية مع الصين جرت للمرة الأولى، وبمشاركة طائرات صينية متطورة مثل مقاتلات J-10B وJ-10C، وطائرة النقل الاستراتيجي Y-20 إحدى أكبر طائرات النقل العسكري في العالم، وطائرة الإنذار المبكر KJ-500 مما يمثل نقلة في مسار التعاون العسكري المصري الصيني.

ويلاحظ مؤخرًا تزايد التدريبات المشتركة بين مصر وتركيا، حيث جرت مناورات بحرية مشتركة في البحر الأبيض المتوسط قرب الإسكندرية منذ بضعة شهور، مما يشير إلى تجاوز الجفوة في العلاقات الثنائية ما بعد 2013، وشعور البلدين بخطورة التهديد الإسرائيلي، الذي يمس بمصالح مصر فيما يخص غزة، ويمس بمصالح تركيا فيما يخص سوريا.

لقد سبق أن كشفت تسريبات محادثات المسؤولين في الإدارة الأمريكية على تطبيق سيجنال، مناقشتهم طلب دفع نفقات الحملة العسكرية ضد الحوثيين من مصر، بحجة أنَّ القاهرة ستستفيد من عودة حركة الملاحة إلى وضعها المعتاد، والذي يجلب 10 مليارات دولار سنويًّا كرسوم مرور. وعقب ذلك اتصل وزير الدفاع الأمريكي هيغسيث بنظيره المصري لبحث أمن البحر الأحمر وقناة السويس. ويُرجح أنَّ القاهرة أبدت عدم قدرتها ماليًّا على المشاركة في تكاليف الضربات الأمريكية، وعقب ذلك أعلن ترامب أنَّه أمر وزير خارجيته ببدء الإجراءات المطلوبة لضمان مرور السفن الأمريكية التجارية والعسكرية مجانًا من قناة السويس.

إنَّ تصريحات ترامب تضع المزيد من الضغوط على كاهل القاهرة، فيما تلوح عاصفة تنتظر علاقة السيسي مع ترامب؛ فتهجير أهل غزة والمرور مجانًا في قناة السويس يمثل مساسًا مباشرًا بالمصالح المصرية، ويضع السيسي أمام خيارات أسوأ من بعض. فإما يساير ترامب ويخسر إيرادات مرور السفن الأمريكية، ويفتح الباب لضغوط من دول أخرى، أو يرفض الطلب الأمريكي ويثير غضب ترامب الذي سيلعب بورقة المساعدات الأمريكية التي تحصل عليها مصر، وهو ما سيدفع القاهرة للاقتراب بشكل أكبر من بكين، بما يشمله ذلك من تعزيز العلاقات الاقتصادية والأمنية والعسكرية.

مشاركات الكاتب