الملخص
يتناول عزمي بشارة في هذه الورقة البحثية المنشورة باللغة الإنجليزية الغياب شبه التام للدراسات الخاصة بفهم أمريكا في العالم العربي رغم الوجود الأمريكي السياسي والاقتصادي والإعلامي والثقافي العميق في المنطقة العربية والعالم الثالث عموما. ويقول إن أغلب الدراسات تركز على السياسة الخارجية الأمريكية دون العناية بفهم المجتمع الأمريكي عن كثب.
يدعو بشارة إلى تطبيق نموذج “دراسات المناطق” على أمريكا، والاستفادة من النظريات والأدوات التي استخدمها الأوروبيون والأمريكيون في دراسات المناطق الخاصة بأفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية من أجل استخدامها في فهم أمريكا.
بداية “دراسات أمريكا”
بحسب بشارة يمكن إرجاع ولادة “الدراسات الأمريكية” كنظام أكاديمي منهجي إلى تأسيس برامج أكاديمية عن “الحضارة الأمريكية” في جامعتي هارفارد وييل خلال ثلاثينيات القرن العشرين مع التنويه إلى وجود كتب أقدم مفيدة في هذا المجال مثل كتاب “التيارات الرئيسية في الفكر الأمريكي” الصادر في عام 1927 بقلم فيرنون بارينجتون، وكتاب “أهمية الحدود في التاريخ الأمريكي” الصادر في عام 1893 بقلم جاكسون تورنر، وكتاب ” الديمقراطية في أمريكا” لدي توكفيل، والذي صدر عام 1840.
وفي الأربعينات تأسست أول دورية خاصة بدراسة أمريكا بعنوان American Quarterly، ثم في أجواء الحرب الباردة اهتم الأوروبيون بدراسة القواسم المشتركة بين قارتهم وأمريكا، والتعرف على ما يميز أمريكا عن بقية “الغرب” فضلا عن تحديد عيوب المجتمع الأمريكي.
أما الاتحاد السوفيتي فاعتنى بدراسة أمريكا التي اعتبرها خصمه الرئيسي، وأصدر السوفييت 700 كتابٍ عن أمريكا بين عامي 1945 و 1971، تناول نصفها السياسة الخارجية والدبلوماسية الأمريكية بينما تناول 50 كتابًا تاريخ واقتصاد أمريكا.
وطوال تلك الفترة، برز الاهتمام بالدراسات الأمريكية في أوروبا وأمريكا الشمالية من منظور التاريخ والآداب، في حين غاب الاهتمام بدراسة أمريكا من منظور علم الاجتماع. بينما اهتمت بعض الدراسات بالقضايا الثقافية من منظور الفولكلور لفهم من هو الأمريكي؟ وطريقة الحياة الأمريكية. وجرى تناول مواضيع مثل التوتر بين مجتمع المدينة مقابل الثقافة الحضرية الفردية، والحياة الأخلاقية في الأسرة، والمعايير المزدوجة فيما يتعلق بالسكان الأصليين والعبودية، والتوتر بين الأخلاق والنجاح والإنجاز كقيم، والفردانية، والقيم البروتستانتية.
بينما في العالم العربي، سعى عدد من الكتاب لسرد تجاربهم الشخصية في المجتمع الأمريكي سواء بشكل انطباعي أو تحليلي. في حين نُشر عدد كبير من الدراسات حول السياسة الأمريكية، لا سيما فيما يخص التحالف الأمريكي مع إسرائيل أو العلاقات الأمريكية مع بعض الأنظمة العربية خلال الحرب الباردة.
ويذهب عزمي بشارة إلى أن الحركات القومية في العالم العربي وإيران وتركيا لم تكن معادية لأمريكا بل كان بين صفوفها بعض المتعاطفين مع ما اُعتبر حينها مبادئ أمريكية فضلا عن نظرتهم لأمريكا “كدولة حرة”. لكن عقب الحرب العالمية الثانية، تبلورت نظرة إلى أمريكا على أنها دولة إمبريالية تحل الاستعمار البريطاني والفرنسي في آسيا وإفريقيا، وقد ساعدت الانقلابات العسكرية المدعومة من أمريكا ضد مصدق في إيران وسوكارنو في إندونيسيا، والسياسات الأمريكية الموالية لإسرائيل، والداعمة للسعودية ضد مصر في عهد عبدالناصر في تعميق تلك النظرة المعادية لأمريكا.
وقد ساهم الخطاب السوفيتي التحريضي بالتوازي مع المشاعر القومية العربية في إنتاج أدبيات معادية لأمريكا في الدول العربية غير الحليفة لواشنطن، فيما ظهرت بعض الأدبيات المتعاطفة مع أمريكا في البلاد الحليفة لواشنطن، حيث نظرت حكومات تلك البلاد إلى واشنطن باعتبارها وريثة لبريطانيا وفرنسا دون أن يكون لتلك الدول أي إعجاب حقيقي بطريقة الحياة الأمريكية أو التزام بالقيم الأمريكية.
ومع صعود الحركات الإسلامية في السبعينيات، جرت عملية أسلمة للخطاب المعادي لأمريكا، حتى أن إيران وصفت أمريكا بأنها الشيطان الأكبر. ثم بعد أحداث 11 سبتمبر والغزو الأمريكي لأفغانستان والعراق، والموقف الأمريكي من الربيع العربي، ازداد الاهتمام العربي بدراسة السياسة الخارجية الأمريكية، وتاريخ الدور الأمريكي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ومنذ حقبة التسعينات لجأ معارضو السياسات الأمريكية في العالم الثالث بهدف تعبئة الجمهور ضد أمريكا إلى كتابات الغربيين اليساريين والليبراليين الذين انتقدوا السياسات الخارجية الأمريكية، دون العناية بالكتابات التي تتناول المجتمع الأمريكي. وقدم هؤلاء الكتاب افتراضين رئيسيين. الأول: هو أن أمريكا لا تهدف إلى نشر الحرية أو محاربة الإرهاب إنما توظف تلك الشعارات لخدمة مصالحها السياسية والاقتصادية والجيواستراتيجية. ثانيًا، أن أمريكا غير عقلانية ومغامرة ومتهورة في حال مقارنتها بأوروبا. وقد جادل عزمي بشارة بأن الافتراض الثاني يتعارض مع الأول.
لكن بشارة يقر بأن بعض الكتابات العربية حاولت تفسير أسباب تماهي الأمريكيين مع المشروع الاستيطاني الصهيوني في فلسطين من منظور مجتمعي مثلما فعل الباحث السوري منير العكش في عدة كتب مثل كتاب “أمريكا والإبادة الثقافية: لعنة كنعان الإنجليزية”، وكتاب “أمريكا والإبادة الجماعية: حق التضحية بالآخر”.
ويضيف بشارة أنه حين عمل على دراسة العلمانية لم يقتصر على النموذج الفرنسي للعلمانية الذي يراه غير مؤثر في العالم العربي، إنما حاول دراسة النموذجين البريطاني والأمريكي من منظور التاريخ وعلم الاجتماع والقانون الدستوري، فهي تخصصات تساهم في بلورة دراسات منطقة مفيدة في فهم أمريكا.
ويشير بشارة إلى نقطة مهمة، وهي أن العديد من اليساريين الأوروبيين والأمريكيين المناهضين للإمبريالية على استعداد للوقوف مع أي حكومة معادية لأمريكا بغض النظر عن مدى استبداد تلك الحكومة، كما أنهم يرون أن أي نضال قومي من أجل الديمقراطية تتعاطف معه واشنطن هو مؤامرة أمريكية حتى لو كان النظام الحاكم المستبد يسعى لنيل القبول من أمريكا دون قيد أو شرط.
ويضيف بشارة إن العلماء العرب يميلون إلى التقليل من أهمية العوامل الأيديولوجية أو الثقافية البحتة مثل التصورات الذاتية للأمريكيين عن أنفسهم، وحساسيات الجماعات الكبيرة المؤثرة داخل أمريكا فيما يتعلق بجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية على سبيل المثال.
العودة إلى دراسات المنطقة
يوضح بشارة أن الانقسام السياسي والثقافي الذي صاحب صعود ترامب إلى السلطة يبرز أهمية دراسة الثقافة السياسية الأمريكية والصراع الداخلي الدائر داخل أمريكا بشكل يفوق الاحتياج لدراسة صراع الحضارات. فمن المهم فهم الخلافات بين اليسار واليمين، والديمقراطيين والجمهوريين، أو الليبراليين والمحافظين، وكذلك الخلافات داخل اليمين نفسه، وبين نخبوية المحافظين الجدد والشعبوية اليمينية القومية لترامب.
كما يؤكد بشارة على أهمية دراسة الاختلافات الثقافية المتأصلة في التجمعات المختلفة في أمريكا مثل الاختلافات بين سكان الساحل الشرقي والغربي من جهة وسكان الغرب الأوسط من جهة أخرى، وبين أمريكا الريفية والحضرية، ودراسة تأثير هذه الانقسامات على السياسة الخارجية الأمريكية.
كما يشير بشارة إلى أن التركيز على دراسة الخصائص الأمريكية يمكن أن يؤدي إلى نتائج متناقضة اعتمادًا على المسار المتبع للقيام بالدراسة. ويقترح البداية بدراسة مبدأ الحرية لدى الأمريكيين، وحجم الاقتصاد الأمريكي والقوة العسكرية، والميل للمغامرة بدءًا من الاستيطان الأوروبي وإبادة السكان الأصليين، مع إدراك إمكانية الوصول لنتائج مختلفة فالبعض قد يخلص إلى أن أمريكا ترى نفسها باعتبارها إمبراطورية قائمة على القوة، والبعض الآخر قد يتأثر برؤية مجتمع المستوطنين الأوائل لأمريكا بأنها معقلٌ للحرية والديمقراطية.
ويضيف بشارة أن البحث عن خصوصية أمريكية قد يقود إلى استنتاج مؤداه العثور عليها في القوة غير العادية للرموز والصور واسعة الانتشار، وربما يعثر عليه آخرون في البنية المميزة للدين في المجتمع الأمريكي الموجودة بجانب علمانية الدولة في أمريكا.
ويذهب بشارة إلى أن أوروبا أسست “دراسات المناطق” بهدف اكتساب المعرفة التي تؤهلها للسيطرة على تلك المناطق، وبالتالي لم تدرج أوروبا نفسها ضمن “دراسات المناطق” إنما اعتنت بدراسة الآخرين. لكن أمريكا أدرجت نفسها ضمن دراسات المناطق بهدف تصدير النموذج الأمريكي المعارض للنموذج الشيوعي أي أن الأمر حدث بهدف تعزيز الهيمنة الثقافية الأمريكية. ويدعو بشارة للاستفادة من النظريات والأدوات الكمية والنوعية المستخدمة في دراسات المناطق دون التقيد بمنظورات الغربيين وموضوعاتهم ومناقشاتهم وأجنداتهم. ومن ثم يخلص إلى ضرورة دراسة المجتمع والاقتصاد والسياسة والثقافة الأمريكية.
لماذا لا تهتم الدول العربية بدراسة أمريكا؟
يتساءل بشارة لماذا لا تستثمر الدول العربية في دراسة الولايات المتحدة أو حتى أوروبا؟ ويجيب بأن الدول العربية لا تأمل في السيطرة على أمريكا، وبالتالي لا تهتم بدراستها، حيث تكتفي الأنظمة العربية بممارسة بعض التأثير على السياسة الخارجية الأمريكية من خلال الاجتماعات المباشرة مع المسؤولين الأمريكيين وإقناعهم بقيمة تلك الأنظمة كحلفاء لواشنطن، وبضرورة الحفاظ على استقرار تلك الأنظمة ضد التهديدات الداخلية والخارجية. وفي حال التطلع لما هو أبعد من ذلك يتم التعاقد مع وكالات علاقات عامة أمريكية لتحسين صورة الأنظمة العربية بواشنطن، والتأثير على صناع القرار.
ويتحدث بشارة عن انتشار افتراض بأن “اليهود يسيطرون على واشنطن”، وأن الطريق المختصر لكسب تأييد واشنطن هو كسب تأييد إسرائيل، وهو ما يجعل بعض الدول العربية تتنافس حاليا لكسب ود إسرائيل مما يؤدي إلى تقديم تنازلات في القضية الفلسطينية، مما يزيد من قوة إسرائيل في ظل التنافس على كسب ود واشنطن عبرها.
وعلى جانب آخر، يقول بشارة إن محاولات تشكيل الرأي العام الأمريكي تُترك للقوى الديمقراطية والثائرة ضد الاستبداد في العالم العربي، وهي قوى فشلت بشكل عام سابقًا في كسب تعاطف واشنطن، ونادرًا ما تنجح في كسب القاعدة الشعبية للسياسيين الأمريكيين إلى صفها في ظل عدم قدرتها على الحصول على دعم قطاع مجتمعي محدد مثلما فعلت حركة مناهضة الفصل العنصري. ويضيف أن من السهل شيطنة تلك القوى العربية في ظل معارضتها لحلفاء واشنطن بالمنطقة، فضلا عن عدم اهتمام أغلبية الأمريكيين بالشؤون الخارجية. لكن يشير بشارة إلى وجود أمل للقوى الديموقراطية التي تبحث عن حلفاء في أمريكا، وهو أمل يتمثل في “المنعطف الأخلاقي” للحركات الشبابية والمبادرات الاحتجاجية المهتمة بالقيم الأخلاقية وتحقيق العدالة بغض النظر عن الأيديولوجيات.
ويقول بشارة إن الذين يقاتلون أمريكا ليست لديهم مصلحة في إقناعها بتعديل سياساتها، ولا هم مهتمون باحتوائها إذ سيحتاجون إلى دراسة أمريكا في حال وجود حد أدنى من التكافؤ في الصراع معها، وضيف أنهم ربما يدرسون المجتمع الأمريكي والاقتصاد والسياسة بحثًا عن نقاط ضعف للهجوم على أمريكا كجزء من علم نفس الحرب، أو للتعرف على نوع الخسائر التي تضر المجتمع الأمريكي والنظام الأمريكي.
ويزعم بشارة أنه في غياب أي درجة من التكافؤ، مثلما كان الحال مع بعض الحركات المسلحة في أمريكا الجنوبية في القرن الماضي، ومؤخرا القاعدة والجماعات التابعة لها، فقد ينتهي الجهل بأمريكا بأن يكون أكثر “فائدة” من التعرف عليها. فعندما تكون الحماسة القائمة على الإرادة والإيمان هي القوة الدافعة الرئيسية في ظل اختلال توازن القوى، فقد يكون من الأفضل الاعتماد على الجهل إذ قد تؤثر الدراسة والمعرفة على الإرادة والعزيمة لسببين. أولًا، تؤدي المعرفة إلى إدراك قوة أمريكا التي تتجاوز بكثير نقاط الضعف التي ربما يتم البحث عنها أو الشعور بها أثناء القتال. ثانيًا، فإن التعرف على الآخرين ينطوي على مخاطر إضفاء الطابع الإنساني عليهم.
الدراسات الأمريكية عبر الوطنية
يحذر بشارة من أن دراسة الثقافات الأمريكية الفرعية المهمشة مثل الثقافة الأمريكية الأفريقية، والثقافة اللاتينية، وثقافة الشباب ، وثقافات النساء والمجموعات الأخرى قد تؤدي إلى تحويل التهميش إلى تعددية، وتصوير التاريخ الأمريكي بشكل خاطئ على أنه أكثر تعددية وشمولية مما كان عليه في الواقع. ويشير بشارة إلى أن الدراسات الأمريكية تعتبر أمريكا مساحة لتفاعل الثقافات ودمج المهاجرين وليس كموقع للصراع الثقافي. وهو ما يدفع البعض للادعاء بأن موقع أمريكا كقوة عالمية ليس نتيجة للاستثناء الأمريكي، ولكن بسبب تعدد الثقافات الذي لا تتمتع به الدول الأخرى الأقل تنوعًا. ومن ثم ينبه بشارة إلى أهمية عدم عمل الدراسات الأمريكية كأيديولوجية إمبراطورية، فالنزعة العابرة للقوميات قد تتحول إلى وصاية إمبريالية على المظلومين عبر الإمبريالية الثقافية ورأس المال العابر للحدود والشركات عبر الوطنية وغيرها من أشكال السيطرة الاقتصادية والسياسية.
وفي الختام يشدد عزمي بشارة على أهمية خضوع الدراسات الأمريكية لتحول جذري حقيقي عبر انتقالها من نفي الاستثنائية الأمريكية العابرة للقوميات، والتركيز على دراسة المجتمع والدولة والثقافة في أمريكا نفسها.
نقد الورقة
تتسم الورقة بالاتزان والموضوعية لكن توجد بعض الانتقادات لها، ومن أبرزها:
- أن بعض التيارات المناهضة لأمريكا بحسب عزمي بشارة (قد تفضل الجهل بأمريكا عن العلم بها)، فهذا الكلام فيه قدر من المبالغة والوصم دون تقديم تحليل موضوعي لأسباب تلك الظاهرة، فواقع ثورات الربيع العربي وما بعده على سبيل المثال أظهر أن العديد من الجماعات الناشطة في العالم العربي والراغبة في الانعتاق من الهيمنة الغربية ليس لديها مراكز بحثية جادة تدرس واقع المجتمعات العربية نفسه الذي يمثل أولوية لها ربما لعدم إدراكها سابقا لمدى أهمية ذلك أو لمحدودية الموارد أو لغيرها من الأسباب، وبالتالي فعدم اهتمامها بدراسة ما هو خارج العالم العربي تزيد احتمالاته، والقصور لدى جل تلك الحركات لا يقتصر على الدراسات المعنية بأمريكا فقط إنما يشمل أيضا الدراسات المعنية بفهم الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين.
- لم يتطرق عزمي إلى أثر الأبعاد العقدية والدينية والثقافية في الحد من مستوى التأثير العربي بأمريكا، إذ لا يُنظر للعرب داخل أمريكا مثلما يُنظر لمن يشتركون مع الأمريكيين في نفس الثقافة والدين والحضارة كالبريطانيين أو اليهود على سبيل المثال، وهو ما يضع حواجز أمام التمدد العربي المرتبط بشخصيات تحمل همًّا نهضويًّا وسعيًا للتغيير والإصلاح.
The Omnipresence of America and the Absence of American Studies Author(s): Azmi Bishara
Source: AlMuntaqa , September/October 2021, Vol. 4, No. 1 (September/October 2021), pp.
8-22
Published by: Arab Center for Research & Policy Studies
Stable URL: https://www.jstor.org/stable/10.31430/almuntaqa.4.1.0008
اضغط لتحميل الملف