المقدمة
شاهد العالم في أغسطس 2021 مشهد الانسحاب الأميركي الفوضوي من أفغانستان دون تنسيق كافٍ مع الحلفاء الأوروبيين، والتخلي عن الحكومة الأفغانية لتتلاشى كأنها لم تحكم البلاد مدة عشرين سنة، ثم جاء الاجتياح الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022 رغم التحذيرات والتهديدات الأميركية والغربية ليعلن نهاية عصر السلم بين الدول الأوروبية الذي شهدته القارة العجوز منذ حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية، وليؤذن بتدشين مرحلة جديدة من عمر النظام الدولي.
يستعرض هذا الكتيب جذور نشأة النظام الدولي المعاصر والتطورات التي مر بها بداية من صلح وستفاليا عام 1638، وذلك من خلال الاعتماد على التتبع الزمني للأحداث السياسية والصراعات وفق ما أورده الكتاب الضخم والمهم للدكتور محمد السيد سليم تحت عنوان “تطور السياسة الدولية في القرنين التاسع عشر والعشرين”، ومضافا إليه بعض الخلاصات التي وردت في كتب مرجعية هامة مثل كتابي مستشار الأمن القومي الأميركي السابق زبجنيو بريجنسكي “رؤية استراتيجية، أميركا وأزمة السلطة العالمية” و”الاختيار، السيطرة على العالم أم قيادة العالم”، وكتاب وزير الخارجية الأميركي و مستشار الأمن القومي السابق هنري كيسنجر “النظام العالمي: تأملات حول طلائع الأمم ومسار التاريخ ” فضلا عن دراسات تضمنها مشروع لمركز راند بعنوان “بناء نظام دولي مستدام”، وكتاب “رحلة قرن، كيف شكلت القوى العظمى بنية النظام الدولي الجديد” تأليف روبرت باستور وآخرين، وكتاب (نشوء وسقوط القوى العظمى) لبول كينيدي، ومجلدات “الجزيرة العربية في الوثائق البريطانية” لنجدة فتحي صفوة، فضلا عن بعض التحليلات الخاصة بالمؤلف، وذلك في شكل سردية تحرص على الموضوعية وتصلح كمقرر موجز للراغبين في التغيير والتحرر والنهوض بالأمة المسلمة بل والارتقاء بالبشرية نحو آفاق العدالة واحترام آدمية الإنسان الذي كرمه الله سبحانه وتعالى واستخلفه في الأرض.
لقراءة الكتيب كاملا، الرجاء الاطلاع على ملف الـPDF