مقدمة الناشر
في عام 1991 قبيل انهيار الاتحاد السوفيتي ببضعة شهور نشر ستيفن والت أحد أبرز منظري العلاقات الدولية ورقة بحثية في دورية ” International Studies” بعنوان “نهضة الدراسات الأمنية” وقد اُعتبرت تلك الورقة في الأوساط الأكاديمية من الأوراق البارزة في حقل الدراسات الأمنية المتفرع من العلاقات الدولية. ويسعدنا أن نقدم ترجمة لتك الورقة المهمة التي تساهم في تنظيم المعرفة بذلك الحقل حيث تتناول جذور تشكله وتطوره والمراحل التي مر بها حتى تبلور كحقل قائم بذاته.
المقدمة
تبحث هذه الورقة في تطور الدراسات الأمنية، مع التركيز على التطورات الأخيرة التي شهدها هذا الحقل، وتوفر الدراسة استعراضًا له، ودليلًا للأجندة الحالية للبحث، وتقدم بعض الدروس العملية لإدارة حقل الدراسات الأمنية خلال السنوات المقبلة.
تظل الدراسات الأمنية مشروعًا متعدد التخصصات، لكن انشغالها المبكر بالقضايا النووية قد اتسع ليشمل من بين أمور أخرى موضوعات مثل الإستراتيجية الكبرى، والحرب التقليدية، والأسباب المحلية للصراع الدولي. وأصبح العمل في هذا الحقل دقيقًا بشكل متزايد وميالًا إلى الجانب النظري، مما يعكس التزاوج بين الدراسات الأمنية والعلوم الاجتماعية، وهو ما ساهم في تحسن مكانة حقل الدراسات الأمنية داخل العالم الأكاديمي. ولأن الأمن القومي سيبقى مشكلة للدول، ولأن المجتمع الأكاديمي المستقل يساهم في السياسة العامة الفعالة في هذا الحقل، فإن نهضة الدراسات الأمنية تمثل تطورا إيجابيًّا هاما في حقل العلاقات الدولية.
في منتصف السبعينيات، بدأ حقل الدراسات الأمنية يشهد نهوضًا دراماتيكيًّا. بالإضافة إلى الزيادة الملحوظة في النشاط المهني والأعمال المنشورة حول الموضوعات المتعلقة بالأمن، وأصبحت الدراسات الأمنية أكثر دقةً وتعقيدًا منهجيًّا وميلًا نظريًّا. استمر العلماء في الاختلاف حول قضايا سياسية محددة، لكن الآراء المتنافسة اعتمدت بشكل متزايد على البحث العلمي الاجتماعي المنهجي بدلًا من التأكيدات أو الحجج التي لم يتم التحقق منها. وقد ساعدت تلك التطورات في تبلور الصعود الأخير للدراسات الأمنية والقبول المتنامي لها في العالم الأكاديمي، كما وضعت أساسًا ثابتًا للعمل المستقبلي. ونظرًا للحاجة المستمرة للتحليلات المستقلة للقضايا الأمنية، فإن عودة بروز الدراسات الأمنية يعد تطورًا إيجابيًّا هامًّا في مجال العلاقات الدولية.
تبحث هذه المقالة في هذه النهضة الأخيرة مع وضع عدة أهداف في الاعتبار. أولًا، أسعى إلى تقديم عرض لمجال الدراسات الأمنية ودليل لأجندة البحث الحالية. ثانيًا، من خلال دراسة تطور حقل فرعي معين، آمل أن أقدم بعض الأفكار الأساسية في علم اجتماع المعرفة في العلاقات الدولية. مثل ما الذي يحدد بروز المجالات المختلفة، والاهتمام الذي يُولى لموضوعات محددة داخلها، وقدرتها على توليد المعرفة التراكمية؟ أخيرًا، ومن خلال تتبع صعود الدراسات الأمنية وتراجعها ثم الاهتمام بها مجددا، أسعى إلى تحديد بعض الدروس العملية لإدارة هذا الحقل في السنوات القادمة.
هذه المقالة مقسمة إلى خمسة أقسام. يقدم الجزء الأول تعريفًا للدراسات الأمنية ويصف مكانتها في الحقل الأوسع للعلاقات الدولية. يحدد الجزء الثاني السمات المركزية لما يسمى بـ “العصر الذهبي” لهذا الحقل (1955-1965) ويناقش سبب تراجعه في أواخر الستينيات. ويصف الجزء الثالث النهضة الأخيرة، ويدرس كيف تغير الحقل ولماذا حدثت هذه النهضة. يلخص الجزء الرابع أجندة البحث الحالي ويأخذ في الاعتبار بعض المخاطر المحتملة، وأخيرا يقدم الجزء الخامس العديد من الدروس والمبادئ التوجيهية لتعزيز تقدم هذا الحقل في المستقبل.
لقراءة الترجمة كاملة، الرجاء الاطلاع على ملف الـPDF