أليكس دي وال – فورين بوليسي
لقد تحركت الإبرة الدبلوماسية بشأن السودان أخيرًا. هناك فرصة لوقف المذبحة وإنهاء المجاعة وإنقاذ الدولة من الانهيار. تجري الآن عملية دبلوماسية معقدة يشارك فيها زعماء أفارقة وعرب، بالإضافة إلى الولايات المتحدة.
بعد مرور ما يقرب من ثمانية أشهر على اندلاع القتال في العاصمة السودانية الخرطوم، وما أعقبه من فظائع جماعية فيها وفي المنطقة الغربية بدارفور، أُطلقت أخيرًا مبادرة سلام جادة في نهاية الأسبوع الماضي، كما وافق اجتماع قمة للزعماء الأفارقة، الذي انعقد في جيبوتي بمبادرة من الرئيس الكيني ويليام روتو على صيغة شاملة لوقف إطلاق النار وإجراء محادثات سياسية.
اتفق الجنرالان المتنافسان عبد الفتاح البرهان قائد القوات المسلحة السودانية، ومحمد حمدان دقلو المعروف باسم “حميدتي” قائد قوات الدعم السريع على اللقاء. وشاركت الولايات المتحدة والسعودية، اللتان علقتا محادثاتهما الطويلة الأمد وغير المثمرة مع الأطراف المتحاربة قبل أسبوع، في القمة ودعمتا نتائجها.
وتأتي قمة جيبوتي في أعقاب الاهتمام السياسي المتزايد بالسودان في واشنطن. في 4 ديسمبر أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية فرض عقوبات على اثنين من أعضاء نظام عمر البشير السابق لدورهما في تسهيل الدعم من الخارج للقوات المسلحة السودانية وداعميها الإسلاميين، إلى جانب عضو ثالث يفعل الشيء نفسه مع قوات الدعم السريع. في 6 ديسمبر أصدر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بيانًا أعلن فيه أنَّ واشنطن تأكدت رسميًّا من ارتكاب قوات الدعم السريع جرائم ضد الإنسانية ومارست التطهير العرقي، وتحدث عن تكرار أصداء مخيفة للإبادة الجماعية التي بدأت قبل نحو 20 عامًا في دارفور. وقال بلينكن أيضًا إنَّ القوات المسلحة السودانية ترتكب جرائم حرب.
إنَّ أي شخص يشكك في تداعيات الإبادة الجماعية التي تترتب على العمليات العسكرية لقوات الدعم السريع ليس عليه إلا أن يشاهدَ مقاطع الفيديو تتضمن الفظائع التي ترتكبها الميليشيا ضد المدنيين في غرب دارفور. وقد بُثت بعض هذه المشاهد من قبل نعمة الباقر المراسلة في شبكة سي إن إن وفريقها. والبعض الآخر الذي لا يمكن بثه أبدًا لفظاعته يُظهر المذابح بالتفاصيل بيانية. وما لا يقل رعبًا عن الأفعال نفسها هي الإهانات التي يوجهها القتلة والمغتصبون -مثل وصف ضحاياهم عادة بالعبيد أو الكلاب- وصيحات الاحتفال من قبل المتفرجين. إنَّ قوات الدعم السريع هي الوريث الحقيقي للميليشيا العربية الدارفورية سيئة السمعة المعروفة باسم الجنجويد، التي ارتكبت إبادة جماعية في تلك المنطقة قبل عقدين من الزمن.
إذا واصلت قوات الدعم السريع تقدمها -حيث تقاتل كما تشاء وعادة ما تنتصر في الأشهر الأخيرة- فليس هناك شك في أنَّ المذابح الجماعية والاستعباد للسكان سيتتابع. قد لا يكون التطهير العرقي هو الأجندة الرئيسية لقادة قوات الدعم السريع، فهم يسعون وراء السلطة والمال قبل كل شيء، لكنهم ملوثون بشكل لا يمكن محوه بأيديولوجية التفوق العرقي السامة.
لفَهم قوات الدعم السريع، من الضروري العودة إلى أبعد من ميليشيات الجنجويد التي أرهبت المجتمعات غير العربية في دارفور قبل عقدين من الزمن. فقد كان معظم رجال الميليشيات هؤلاء من البدو الرحل الناطقين بالعربية الذين هاجر أجدادهم إلى دارفور قبل 300 عام أو نحو ذلك. قبل الاستعمار الأوروبي، كانوا أسياد الصحراء، اغتنوا من التجارة ورعي الإبل، ونظروا إلى الشعوب الزراعية ذات البشرة الداكنة في منطقة السافانا على أنَّهم أقل شأنًا من الناحية الاجتماعية، وحتى كعبيد.
لقد دمرت الحدود الجديدة التي رسمها الاستعمار، والسكك الحديدية قوافلهم المربحة عبر الصحراء. وفي العصر الحديث، كانوا من بين المجتمعات الأكثر حرمانًا في السودان، مع القليل من التعليم وفرص قليلة لتحسين أحوالهم. على مر العقود، تراجعت حياة بدو الإبل على حافة الصحراء، حيث جفت المراعي وأغلق المزارعون طرق الهجرة إلى منطقة حشائش السافانا الأكثر رطوبة. وينحدر آخرون من الجنجويد من تشاد المجاورة، وبعضهم من أماكن أبعد. لقد حلم العديد منهم بتحويل الأراضي الخصبة، مثل دارفور إلى مناطق ملكية خاصة لهم. وأصدرت مجموعة تعرف باسم “التجمع العربي”، التي اجتمعت في المعسكرات الصحراوية في ليبيا تحت حكم العقيد معمر القذافي في ثمانينيات القرن الماضي، بيانًا يسمى “قريش” يوضح كيف سيفعلون ذلك. وعندما اندلعت حرب دارفور في عام 2003، تحالفوا مع البشير لتحويل أجندتهم العنصرية العربية إلى واقع.
بالنسبة لسكان الصحراء، تمثل قوات الدعم السريع مكتب توظيف ومظلة حماية وتكتل تجاري. فهي تجتذب المجندين من أماكن بعيدة مثل النيجر وتدفع لهم أموالًا سخية للقتال في السودان أو ليبيا أو اليمن. هناك أموال يمكن جمعها عبر العمل لحماية مناجم الذهب في دارفور، وحقول النفط في ليبيا، وتهريب المهاجرين إلى البحر الأبيض المتوسط، ونهب ثروات جمهورية إفريقيا الوسطى بالشراكة مع مجموعة فاغنر، وإعادة بيع السلع المنزلية والسيارات المسروقة من الخرطوم إلى المشترين في غرب إفريقيا في مناطق تُعرف بأسواق دقلو.
تعود شراكة قوات الدعم السريع مع مجموعة فاغنر إلى الأيام الأخيرة من نظام البشير، عندما استولى حميدتي آنذاك على أكبر مناجم الذهب في السودان، بما في ذلك جبل عامر في دارفور. كانت روسيا مهتمة بالذهب والعمل جنبًا إلى جنب مع مقاتلي قوات الدعم السريع كمضاعف للقوة. ومن المحتمل أنَّ زعيم فاغنر الراحل، يفغيني بريجوزين، رأى في حميدتي شخصية شبيهة له، باعتباره رجل أعمال سياسي أثبت في إفريقيا فعالية السياسات العابرة للحدود الوطنية على غرار عصابات المافيا. كان حميدتي في موسكو لمناقشة توقيع اتفاقيات معها في اليوم الذي غزت فيه روسيا أوكرانيا.
حتى هذا الأسبوع، قاد حميدتي وشقيقه عبد الرحيم قوات الدعم السريع إلى حافة السيطرة على منطقة دارفور ومعظم كردفان المجاورة – بأسلحة قدمتها روسيا والإمارات، فيما تحتل قواتهما معظم الخرطوم. ويتحدث دبلوماسيون عن “سيناريو ليبيا” الذي يُقسم فيه السودان مع سيطرة قوات الدعم السريع على العاصمة والمناطق الواقعة غرب النيل، بينما يقع الشرق تحت سيطرة القوات المسلحة السودانية والإسلاميين. سيكون هذا أمرًا كارثيًّا، لكن لا يوجد سبب للاعتقاد بأنَّ طموحات الأخوين دقلو ستتوقف عند هذا الحد.
لا يقل المال أهمية عن الأسلحة في تقدم قوات الدعم السريع. تمتلك شركة عائلة دقلو التي تُسمى “الجنيد” تدفقًا مستمرًا من النقد من الذهب وغيره من المعادن الثمينة. وعلى الرغم من أنَّ المجمع العسكري التجاري الخاص بالقوات المسلحة السودانية وداعميها الإسلاميين أكبر، فإنَّ قوات الدعم السريع و”الجنيد” لديهم أموال أكثر في متناول اليد. ووَفقًا لمصادري في السودان، فقد رشوا ضباط القوات المسلحة السودانية، وبعضهم غيروا ولاءهم بدلًا من القتال. كما أنَّهم اشتروا ولاء زعماء القبائل.
إنَّ قوات الدعم السريع هي شركة مرتزقة عابرة للحدود الوطنية؛ وقواتها شبه العسكرية هي آلة نهب. وكل مدينة اجتاحتها -الجنينة وزالنجي ونيالا- تحدث فيها جرائم متشابهة. ويواصل مقاتلو قوات الدعم السريع وعناصر الميليشيات المساعدة لهم أعمال العنف، مما أسفر عن مقتل مئات الأشخاص واغتصاب النساء وإحراق ونهب المنازل. إنَّهم ينهبون المتاجر والشركات ويخربون وينهبون المستشفيات والمدارس، فالسكان الذين يمكنهم الفرار كلاجئين يسارعون بالهرب؛ ويُجبر آخرون على أن يصبحوا عبيدًا لممارسة الجنس أو للعمل بالسخرة.
لبعض الوقت، ظل متمردو دارفور السابقون الذين انضموا إلى الحكومة في عام 2020 على الحياد في الصراع، وذلك على الرغم من الفظائع التي ارتكبتها قوات الدعم السريع ضد مجتمعاتهم غير العربية. ولكن أصبح عدم التدخل أكثر صعوبة مع اقتراب قوات الدعم السريع من مدينة الفاشر، المدينة الوحيدة المتبقية في دارفور التي لم تسيطر عليها بعد، فأعلن متمردون سابقون بارزون معارضتهم لقوات الدعم السريع. ومن المرجح أن تتحول معركة الفاشر إلى حمام دم للمدنيين.
وعلى الرغم من الرسائل المطمئنة التي يرسلها مستشارو العلاقات العامة في قوات الدعم السريع والنداءات المثالية للتهدئة، فإنَّ قادة حميدتي يديرون حالة النهب. يتضاعف عدد القادة الميدانين في مليشيات الدعم السريع، ولا يتمتعون بالمهارة إلا في إدارة مظلات الحماية. ويطلق عليها السودانيون اسم دولة “الكدامول”، في إشارة إلى غطاء الرأس الذي يميز بدو الصحراء.
لا تعتبر المجموعة التي تدعم البرهان أقل فسادًا ودموية، فقد استهدفت غاراتها الجوية البنية التحتية الرئيسية مثل جسور الخرطوم، حتى لو نفت القوات المسلحة السودانية ذلك. فالبعض مصمم على أنَّه إذا لم يتمكن من حكم الدولة، فيجب أن تصبح في حالة خراب. وفيما يبدو وكأنه محاولة لتخريب عملية السلام، تحاول وزارة الخارجية التي يسيطر عليها الموالون للبشير التنصل من تنازلات البرهان في جيبوتي. هناك أعضاء في الحركة الإسلامية يريدون تسوية تفاوضية وحكومة مدنية، لكنهم لم يجدوا بعد مِنبرًا.
تشعر واشنطن بالقلق من أنَّه إذا انتصرت قوات الدعم السريع، فإنَّ مجموعة فاغنر الروسية ستتواجد في خمس دول تمتد من بوركينا فاسو ومالي في غرب إفريقيا إلى البحر الأحمر، ومن شواطئ البحر الأبيض المتوسط في ليبيا إلى حوض الكونغو.
قبل تسعة عشر عامًا، عندما أعلن وزير خارجية الولايات المتحدة كولن باول أنَّ الجنجويد مسؤولون عن الإبادة الجماعية، كان بوسع حكومة الولايات المتحدة أن تحدد الأجندة الدولية للسودان. لم يعد هذا هو الحال. وبينما تستطيع إدارة جورج بوش أن تضغط بنجاح لنشر قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في دارفور، فإنَّ أي اقتراح مماثل سيواجه حق النقض شبه المؤكد من جانب الصين وروسيا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
في الشهر الماضي، أمر البرهان -الذي لا يزال يمثل السودان في الأمم المتحدة- بإغلاق بعثة الأمم المتحدة للمساعدة الانتقالية في السودان “يوناميتس”، وامتثل مجلس الأمن للقرار. ولا يقل أهمية عن ذلك أنَّ دول الشرق الأوسط؛ بما في ذلك العديد من حلفاء أمريكا الرئيسيين في المنطقة تسعى اليوم إلى تحقيق مصالحها الخاصة، وهو ما يتعارض أحيانًا مع سياسات الولايات المتحدة.
أما الدولة الأكثر تأثيرًا هي الإمارات، التي أصبحت اللاعب الخارجي الأكثر نشاطًا في القرن الإفريقي على مدى السنوات الخمس الماضية. وعلى الرغم من أنَّ أبو ظبي تنفي ذلك، فإنَّ الأدلة تشير إلى تسليح الإمارات لقوات الدعم السريع باستخدام قاعدة في تشاد مخفاة في شكل مستشفى للسكان المحليين.
فالرئيس التشادي محمد إدريس ديبي، الحليف الأخير المتبقي للغرب في المنطقة، أصبح الآن في خطر داهم. لقد مال نحو حميدتي مقابل قرض بقيمة 1.5 مليار دولار من الإمارات، وضمان ولاء جزء من عائلته. لكن ديبي ينتمي إلى عرقية الزغاوة، التي يعارض قادتها في دارفور قوات الدعم السريع. ويسيطر الزغاوة على الجيش التشادي. ولا يملك ديبي خيارات جيدة ولا سجلًا في الإبحار في مثل هذه المياه المتلاطمة.
كذلك استخدم رئيس الإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الأموال وإمدادات الأسلحة لكسب تأييد رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد وكذلك الرئيس التشادي ديبي. وتعمل هذه الرعاية المالية على تحييد الاتحاد الإفريقي، الذي تتضمن مبادئه التي كثيرًا ما يُعلن عنها لكن نادرًا ما تُطبق، تعزيز الديمقراطية ومنع ارتكاب الفظائع. ويرأس مفوضية الاتحاد الإفريقي وزير الخارجية التشادي السابق موسى فكي، الذي يتمتع حاليًّا بعلاقات جيدة مع ديبي بعد خلاف بينهما في العام الماضي، ولن يفعل أي شيء من شأنه أن يزعج الدولة المضيفة له، إثيوبيا.
إنَّ محمد بن زايد يضع نفسه في موقع صانع الملوك في منطقة واسعة من إفريقيا. فباعتباره حليفًا رئيسيًّا للولايات المتحدة، يتمتع الزعيم الإماراتي بقدر كبير من حرية العمل في منطقة جواره، بما في ذلك القرن الإفريقي. تتشارك كل من الإمارات وروسيا والسودان في تجارة الذهب. وبدأت قوات الدعم السريع التعامل مع مجموعة فاغنر في الأيام الأخيرة من نظام البشير بعد سيطرة حميدتي على أكبر مناجم الذهب في السودان، التي تقع في جبل عامر في دارفور. وتُسلح روسيا قوات الدعم السريع من خلال قواعد في جمهورية إفريقيا الوسطى.
لقد كانت الانتقادات الموجهة إلى الإمارات خافتة منذ فترة طويلة في واشنطن، لكن هذا يتغير الآن. ففي جلسات استماع بالكونجرس الأسبوع الماضي بشأن منطقة الساحل والسودان، أثار النائبان الأمريكيان جون جيمس وسارة جاكوبس مخاوف بشأن الإمارات. وتساءل جيمس: “هل الإمارات صديق أم عدو في إنهاء هذا الصراع دبلوماسيا؟” وردت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي مولي في قائلة “أعتقد أنَّ الدعاية لهذه الجلسة وبيانكم وطلبكم من الإمارات النظر في التأثير الضار لدعمها لقوات الدعم السريع سيكون مفيدًا للغاية”. وأضافت أنَّ الدور الإماراتي في السودان أثارته نائبة الرئيس كامالا هاريس خلال زيارتها لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ “كوب 28”.
يدعم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي نظيره البرهان، لكنه يشعر بالقلق إزاء الإخفاقات العسكرية للقوات المسلحة السودانية وعودة الإسلاميين السودانيين إلى الظهور كمحركين للسلطة التي يقفون وراءها، فضلًا عن محاولات القوات المسلحة السودانية الحصول على أسلحة من إيران. كما أنَّ اعتماد مصر على عمليات الإنقاذ المالي الإماراتية يقيد خيارات السيسي.
لقد أقام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو علاقة مع البرهان الذي أدخل السودان في اتفاقيات أبراهام، لكن الزعيم الإسرائيلي يشارك السيسي القلق نفسه بشأن إيران. يبدو ساحل السودان على البحر الأحمر أكثر أهمية من الناحية الاستراتيجية من أي وقت مضى، حيث يهدد الحوثيون في اليمن أي سفن تتجه نحو إسرائيل في الممر المائي الضيق.
ومن الناحية النظرية، يمكن للسعودية أن تكون صاحبة نفوذ معتدل. فهي تظهر علامات الانزعاج بشأن السياسات الإماراتية، لكنها لم تكبح جماح جارتها بعد. كما ينظر السعوديون بهدوء إلى قوات الدعم السريع، بعد أن وظفوا منها مرتزقة للقتال في اليمن.
من الواضح أنَّه لا يمكن أن يكون هناك سلام في السودان دون موافقة أبو ظبي والرياض والقاهرة، ولهذا السبب تحتاج الولايات المتحدة إلى مبعوث خاص يتمتع بمكانة كافية للتأثير على قادة تلك الدول. وردًّا على مطالب الجمهوريين بشأن إرسال مبعوث خاص في جلسة الاستماع بالكونجرس الأسبوع الماضي، قالت “مولي في” إنَّ هذا “قيد الدراسة النشطة والجادة”. والسؤال الكبير هو ما إذا كان أي من هذا سيكون كافيًا للتأثير على الأطراف السودانية. حتى الآن، لم يرَ حميدتي أي سبب للتنازل، لأنَّه يرى نفسه يفوز.
لم يتمكن البرهان من تقديم تنازلات لأنَّ ائتلافه منقسم. إنَّ المسؤولين الأمنيين المخضرمين في نظام البشير عازمون على تحقيق تعادل في القتال قبل التفاوض. أخبرني بعض الجنرالات أنَّهم يأملون في أن يؤدي المزيج غير المتوقع من الطائرات الإيرانية دون طيار والتدخل المصري إلى إنقاذ الوضع. ليس لدى حكومة الولايات المتحدة خيارات سهلة، وهي تدرك من جديد أنَّه لا يوجد شيء اسمه إهمال حميد في السياسة المتعلقة بإفريقيا. إنَّ تجاهل السودان كان أمر قصير النظر. على الأقل، تدرك الإدارة الأمريكية الآن أنَّها بحاجة إلى تكثيف مشاركتها.