مركز أبحاث الكونجرس، كارلا حمود[1] ، 8 نوفمبر 2022
بحلول مارس 2022، يكون قد مرَّ 11 عامًا على اندلاع الصراع في سوريا، ويقدر المحللون أنَّ الصراع أدى إلى مقتل أكثر من نصف مليون شخص ونزوح نصف سكان سوريا قبل الحرب، وتشمل التحديات التي يواجهها صناع السياسة الأمريكيين بخصوص سوريا: مواجهة الجماعات المرتبطة بالقاعدة والاستجابة للتهديد الذي يشكله فلول وسجناء تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وتسهيل المساعدة الإنسانية للمدنيين السوريين والتعاطي مع التحديات الروسية والإيرانية للعمليات الأمريكية في سوريا.
حالة الصراع
في أوائل عام 2022، وصف مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا بيدرسن الصراع في سوريا بأنَّه دخل في حائط سد، إذ عسكريًّا بقيت الخطوط الأمامية دون تغيير، بينما يمكن لأي عدد من نقاط الاشتعال أن تشعل حريقًا واسعًا، وفي عام 2022 صرح القائد الجديد للقيادة المركزية الأمريكية الجنرال مايكل كوريلا بأنَّ حكومة الأسد في وضع يمكنها من إنهاء الحرب الأهلية عسكريًّا، لكنه أشار إلى أنَّ الظروف الأساسية التي تديم الصراع مثل الحرمان السياسي والفقر وندرة المياه وعدم الاستقرار الاقتصادي ستظل مستمرة على الأرجح.
على الرغم من الهزيمة التي تلقاها تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في عام 2019 على يد القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة، فإنَّ مقاتلي داعش استمروا في العمل على شكل تمرد، وتحتجز قوات سوريا الديمقراطية ما يقرب من 10 آلاف سجين من داعش -وصفهم مسؤولو القيادة المركزية الأمريكية بأنَّهم “جيش داعش المنتظر”- في مرافق احتجاز وُصفت بأنَّها مبانٍ مكتظة ومخصصة لم تُبن لإيواء المحتجزين. وفي يناير2022، انضمت القوات الجوية والبرية الأمريكية في سوريا إلى القوات الكردية في معركة طويلة لاستعادة سجن استولى عليه مقاتلو داعش، مما جدد قلق صانعي السياسات بشأن أمن معتقلي داعش المحتجزين لدى قسد.
تعمل خمس دول في سوريا أو تحتفظ بقوات عسكرية بها، وتشمل روسيا وتركيا وإيران وإسرائيل والولايات المتحدة. تعمل القوات الأمريكية والروسية على مقربة شديدة في شمال سوريا، وتحافظ على قناة تواصل لتجنب الصراع غير المقصود بين قوات البلدين. كما تحتفظ تركيا بقوات في شمال سوريا، وتستهدف في بعض الأحيان عناصر قسد التي تعتبرها الحكومة التركية إرهابية. فيما تشن إسرائيل غارات جوية منتظمة داخل سوريا على أهداف إيرانية وسورية وتابعة لحزب الله اللبناني.
وَفقًا لاستعراض الأمم المتحدة للاحتياجات الإنسانية في سوريا لعام 2022، يحتاج 14.6 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية بزيادة قدرها 1.2 مليون عن عام 2021، وفي عام 2014 أجاز مجلس الأمن تقديم مساعدات إنسانية عبر الحدود إلى سوريا عبر أربعة معابر معتمدة؛ ومنذ ذلك الحين، أدى استخدام روسيا لحق النقض (الفيتو) إلى تقليص ترخيص الأمم المتحدة إلى معبر واحد. في يوليو 2022 جدد مجلس الأمن تصريحه بتقديم المساعدة عبر الحدود إلى سوريا لمدة 6 أشهر، بعد أن قدمت موسكو فيتو على التمديد لمدة 12 شهرًا، ومن المقرر أن تنتهي صلاحية القرار الجديد في 10 يناير 2023.
صرح مسؤولو إدارة بايدن بأنَّ الولايات المتحدة تسعى إلى تسوية سياسية للصراع في سوريا تتماشى مع قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2254 الصادر عام 2015، وتشمل أولويات السياسة الأمريكية في سوريا:
- هزيمة الدولة الإسلامية والقاعدة.
- زيادة الوصول إلى المساعدات الإنسانية.
- الحد من العنف من خلال الحفاظ على وقف إطلاق النار.
- تعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة في أثناء النزاع.
يعمل ما يقرب من 900 جندي أمريكي في سوريا لدعم عمليات مكافحة داعش مع القوات المحلية الشريكة “قسد”، كجزء من عملية العزم الصلب. وتواجه القوات الأمريكية في سوريا تهديدات من الميليشيات المدعومة من إيران، والتي استهدفت مواقع أمريكية في العديد من المرات.
يواجه صانعو السياسة الأمريكية عددًا من الأولويات السياسية في سوريا، والتي تكون أحيانًا متنافسة، فتنظيم الدولة الإسلامية يسعى لاستغلال الأوضاع الاقتصادية المتدهورة في البلاد. ومع ذلك، فقد يكون لمشاريع تعزيز النشاط الاقتصادي في سوريا تأثير غير مقصود يتمثل في مساعدة حكومة الأسد.
وبالمثل، يختلف صانعو السياسات حول ما إذا كانت فوائد الجهود المبذولة للتخفيف من الظروف الاقتصادية في لبنان تفوق مخاطر استفادة الأسد منها[1]. ويواجه صانعو السياسة أيضًا تعقيدات إضافية من دول المنطقة، بما في ذلك الدول الحليفة للولايات المتحدة، والتي تسعى إلى تحقيق أهدافها الخاصة في سوريا، سواء في شكل عمليات عسكرية أم بذل جهود لتطبيع العلاقات الدبلوماسية مع حكومة الأسد.
[1] – تقصد صفقة نقل الغاز المصري إلى لبنان عبر سوريا.
اضغط لتحميل الملف