ليبيا، ماذا يعني سقوط نظام الأسد لحفتر في ليبيا؟

اضغط لتحميل الملف

إفريقيا انتليجنس

فوجئ حفتر بالنهاية السريعة للنظام البعثي في ​​سوريا، فقد أقام مع الأسد علاقات وثيقة لسنوات واعتمدا معًا على حليفهما المشترك روسيا.

لم يمر سقوط الرئيس السوري بشار الأسد في 8 ديسمبر دون انعكاسات على مصالح خليفة حفتر في شرق ليبيا، فقد أقام الجانبان في السنوات الأخيرة علاقات تجارية وثيقة بلغت ذروتها حين زار شقيق بشار الأصغر ماهر الأسد صدام حفتر سرًا في سبتمبر 2022.

في حوالي الساعة الرابعة صباحًا من يوم سقوط نظام دمشق، هبطت طائرة تابعة لشركة أجنحة الشام السورية في بنغازي وعلى متنها مجموعة من الضباط السوريين، وذلك بعدما انتظروا لمدة ساعة في الأجواء قبل الحصول على إذن بالهبوط، وربما كان قائد الفرقة المدرعة الرابعة بجيش النظام السوري ماهر الأسد من بينهم.

تُوج التعاون بين عائلتي الأسد وحفتر باتفاق في عام 2020 لتدريب طياري الجيش الوطني الليبي التابع لحفتر في سوريا، حينها كان الأخير يقود هجومه ضد حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من قبل الأمم المتحدة في طرابلس. لكن البرنامج أعاقته وفاة طيار من الجيش الوطني الليبي عن طريق الخطأ في ديسمبر 2022، عندما تحطمت طائرته في مطار كويرس العسكري بالقرب من ثاني أكبر مدينة في سوريا، حلب.

الاستيلاء على طائرة ليبية

تعطل برنامج تدريب الطيارين الليبيين بسبب استئناف الأعمال القتاليّة في سوريا حيث بقيت بعض طائرات الجيش الوطني الليبي، فسقطت طائرتان من طراز L39 Albatros مخصصتان للتدريب العسكري في أيدي المعارضة السورية في 2 ديسمبر عندما استولوا على قاعدة النيرب الجوية، بالقرب من حلب أيضًا. ويذكر أنَّ هذه الطائرات لم تعد صالحة للعمل.

تزامن التحالف بين الأسد وحفتر مع التعاون مع حليفهما المشترك الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، ومن المرجح أن يدفع سقوط الأسد روسيا إلى مراجعة استراتيجيتها في المنطقة، حيث استخدمت حتى الآن كلًا من سوريا وليبيا كمركزي عبور لنشر المعدات العسكرية لعملياتها في منطقة الساحل.

تمر السفن الروسية بانتظام عبر ميناء طرطوس السوري قبل التوقف في طبرق في شرق ليبيا، وهناك تسلم حمولتها من المعدات العسكرية لقوات فيلق إفريقيا (فاغنر سابقًا) وتنقلها برًا إلى الدول المجاورة.

جسر جوي بين دمشق وبنغازي

رغم سقوط حليفها السوري، تعتزم موسكو الحفاظ على وجودها في طرطوس رغم شكوك حول مستقبل قواتها في ليبيا المتمركزة في معقل حفتر بالمرج وفي قاعدة الجفرة جنوب ليبيا. كما أقام نظام الأسد جسرًا جويًّا بين دمشق وبنغازي عبر شركة أجنحة الشام، التي استمرّت في تسيير رحلات منتظمة بين البلدين حتى أكتوبر.

منذ يناير الماضي، أدرجت شركة أجنحة الشام المملوكة لمحمد عصام شموط والمقرب من آل الأسد على قائمة عقوبات الاتحاد الأوروبي، واتهمت بالتورط في نقل المرتزقة السوريين، والإتجار بالمخدرات، وتهريب المهاجرين بين سوريا وشرق ليبيا، بينما جعل حفتر من ملف تدفق المهاجرين ورقة سياسية بيده أمام الدول الأوروبية وخاصة إيطاليا.

اضغط لتحميل الملف
مشاركات الكاتب