
سوريا 15-21 أغسطس 2025
الملخص
تعيش سوريا لحظة سياسية وأمنية شديدة التعقيد، إذ يتقاطع الداخل المتوتر مع ضغوط الخارج، لتتشكل خريطة أزمات متداخلة. ففي الجنوب، ما زالت أزمة السويداء مفتوحة على احتمالات خطيرة، مع ظهور مؤشرات على نزعات انفصالية لدى بعض المكونات، تجسدت في رفع متظاهرين أعلام إسرائيل والمطالبة بحق تقرير المصير. هذا التطور يعكس حقيقة التوجهات التي يقودها شيخ العقل حكمت الهجري، والتي فجّرت بدورها انقسامات داخل البيت الدرزي نفسه، مع اعتداء ميليشيا الهجري على شيوخ العقل الآخرين (يوسف الجربوع وحمود الحناوي). وفي المقابل، سعى دروز إدلب لإظهار دعمهم للحكومة السورية، في رسالة واضحة ضد الانفصال.
بالتوازي، تتصاعد أزمة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، حيث يتشابك التوتر العسكري مع دمشق من جهة، ومع أنقرة من جهة أخرى. وفي ظل أنباء عن مشاورات سورية–تركية رفيعة المستوى تمهيدًا لعملية عسكرية قد تشمل مدينة الرقة، فيما لجأ قائد “قسد” مظلوم عبادي إلى ورقة العشائر، فعقد اجتماعًا في الرقة مع وجهائها بدعم من التحالف الدولي، في محاولة لضمان تحييدهم أو استمالتهم قبل المعركة المرتقبة.
اقتصاديًا، تواصل حكومة الشرع تحركاتها لفتح نوافذ دعم جديدة، مستفيدة من التنافس الخليجي على سوق الاستثمار السوري. فقد وقّع وزير الاقتصاد محمد الشعار في الرياض اتفاقية لتشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة مع السعودية، فيما كشفت تقارير عن خطط مصرية لتزويد سوريا بالكهرباء عبر كابل بحري يربطها بالأردن، ما يعكس سعي القاهرة للانخراط في سباق التنافس الاقتصادي على إعادة إعمار سوريا.