الملخص
شهدت الساحة السودانية تصعيدًا لافتًا بعد أن منعت الإمارات ناقلة النفط السودانية “بولا” من الرسو في ميناء الفجيرة، وهو إجراء يؤشر إلى استخدام أبوظبي لأدوات اقتصادية للضغط على الخرطوم. وفي موازاة ذلك، حمل مدير المخابرات السوداني أحمد مفضل رسالة من رئيس مجلس السيادة البرهان إلى الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، وفي ذات اليوم زار وزير الدولة شخبوط بن نهيان مقديشو.
من جانبه زار حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي ألمانيا لعرض الأزمة الإنسانية واستقطاب دعم أوروبي، في محاولة لتدويل قضية الفاشر وضمان شراكة غربية في إعادة الإعمار. أما على مستوى الاتحاد الأفريقي، فقد ظهرت انقسامات حادة مع معارضة جنوب أفريقيا وكينيا وإثيوبيا لرفع تجميد عضوية السودان. وفي المقابل، اعتمدت الولايات المتحدة أسلوبًا أكثر سرية بعد فشل اجتماعات اللجنة الرباعية مع مصر والسعودية والإمارات، حيث كثفت من التحركات غير المعلنة إلى جانب لقاءات سرية في سويسرا مع البرهان وحميدتي.
على الصعيد الداخلي، برزت محاولات واضحة من القيادة السودانية لترميم الدولة وتوحيد الصف. فقد أصدر البرهان سلسلة من التعيينات في الإعلام العسكري والقضاء، وأشرف على اجتماعات لقيادة الجيش، فيما أكد رئيس الوزراء كامل إدريس أن أولويات حكومته تتمثل في السلام وتحسين الخدمات ومعالجة الاقتصاد، مع مراجعة دورية لأداء الوزراء وتنظيم سوق الذهب ومحاربة التهريب. وقد جاءت خطوة عقد أول جلسة للحكومة في الخرطوم منذ اندلاع الحرب كرسالة رمزية لعودة مؤسسات الدولة إلى العاصمة.
بالتوازي، تحرك مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة بجولات ميدانية في ولايات عدة لتفقد الأوضاع الخدمية، فيما نشط القادة العسكريون مثل كباشي والعطا وجابر في متابعة الوحدات وتنسيق إعادة الخدمات. ة. وعلى الصعيد الاقتصادي، جرى السعي إلى استقطاب دعم قطري وتركي عبر وزارتي المالية والموارد المعدنية، في إطار جهود لإعادة بناء الثقة داخليًا وتهيئة البلاد لمرحلة ما بعد الحرب.
ميدانيًا، واصل الجيش السوداني تقدمه في شمال كردفان وصدّ هجمات متكررة في الفاشر، من بينها الهجوم رقم 233 الذي شهد مشاركة مرتزقة أجانب واستخدام مسيّرات انتحارية، ما يكرّس البعد الدولي المتنامي للصراع. في المقابل، كثفت قوات الدعم السريع القصف المدفعي على الأحياء السكنية والمستشفيات، ما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا من المدنيين والكوادر الطبية، ليبرز البعد الإنساني الكارثي للحرب. كما شهدت نيالا تصعيدًا جديدًا بغارات جوية للجيش أعقبها إعلان الدعم السريع إسقاط طائرة مسيّرة تركية الصنع.