تخطي الروابط

السودان 8– 14 أغسطس 2025

الملخص

تشير المستجدات إلى تصاعد التحركات الإقليمية والدولية على أكثر من جبهة مرتبطة بالصراع في السودان. فقد تزامنت زيارة نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار إلى جوبا مع نشاط إماراتي مكثف لتعزيز النفوذ في جنوب السودان، تمثّل في توقيع مذكرة تفاهم بين مصرف الإمارات المركزي وبنك جنوب السودان المركزي، بعد يوم واحد فقط من زيارة عقار، بما يوحي بسباق على كسب ثقة جوبا واستخدامها كمدخل للتأثير على مسار الأزمة السودانية.

في المقابل، جمع لقاء رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان بكبير مستشاري الرئيس الأميركي مسعد بولس، في محاولة لإحياء المسار السياسي ووقف الحرب. وعلى الأرض، كشفت تقارير عن وجود قاعدة خلفية للدعم السريع في الصحراء الليبية تُستخدم كنقطة انطلاق لعمليات حصار الفاشر، ومركز لتجنيد مقاتلين أجانب، بدعم لوجستي يمتد من أبوظبي عبر تشاد وليبيا. كما رُصدت شحنات أسلحة إماراتية تصل إلى تشاد لدعم جبهات القتال في دارفور، في مشهد يعكس شبكة إمداد ممتدة ومتعددة القنوات، تربط بين تحركات الإمارات في دول الجوار السوداني ومسارح العمليات الداخلية.

وعلى الصعيد السياسي الداخلي، أدى الوزراء الجدد اليمين أمام البرهان، في خطوة بدت محاولة لتقوية الجبهة الحكومية، تزامنًا مع اجتماع مجلس الأمن والدفاع الذي ناقش الموقف الميداني وتداعيات إعلان قوات الدعم السريع تشكيل حكومة موازية، إضافة إلى الإجراءات الإماراتية ضد السودان. كما أعلن رئيس الوزراء كامل إدريس من القاهرة خطة لعودة مؤسسات الدولة إلى الخرطوم وتشغيل المطار في أكتوبر. واشتعل جدل سياسي عقب تصريح إدريس بعزمه تغيير وزير الثروة الحيوانية لحمله الجنسية الإماراتية، رغم نفي الوزير هذه التهمة.

في دارفور، اندلعت أزمة داخلية في حركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، بعد إطاحته بعدد من مساعديه، ما دفع مجموعة قيادية إلى الانشقاق والشروع في محاولات لعزله، ما يضيف عاملًا جديدًا لاضطراب المشهد السياسي في الإقليم. ميدانيًا، شهدت ولايات كردفان ودارفور معارك عنيفة، نفذ خلالها الجيش سلسلة غارات جوية وبرية قتلت قيادات بارزة في الدعم السريع ودمرت مخازن أسلحة، وأحبط أكثر من محاولة هجوم واسع على الفاشر، كان آخرها المحاولة رقم 228.

بالمقابل، كثّف الدعم السريع عملياتهاضد أهداف مدنية، بما في ذلك قصف مخيم أبو شوك الذي أسفر عن عشرات الضحايا، إلى جانب قصف مدفعي على أحياء الفاشر. وفي شرق ولاية الجزيرة، نفذت طائرة مسيرة تابعة لها هجومًا على مدينة تمبول استهدف تجمعًا لقوات درع السودان الموالية للجيش خلال احتفال بعيد الجيش، بحضور قائدها أبو عاقلة كيكل.

هذه التطورات تعكس تداخل المسارين السياسي والعسكري في الأزمة السودانية، حيث تسعى الحكومة لتثبيت موقفها وإعادة تموضع مؤسسات الدولة، فيما تواصل أبوظبي دعمها لقوات الدعم السريع عبر مسارات إمداد إقليمية، بما يفاقم تعقيد الأزمة ويضعها في إطار صراع نفوذ متعدد المستويات يتجاوز الحدود السودانية.