تخطي الروابط

سوريا 8 -14 أغسطس 2025

الملخص

يستمر تعقّد الأزمات الداخلية التي تواجه حكومة الرئيس أحمد الشرع، وفي مقدمتها أزمة السويداء وأزمة العلاقة المتوترة مع قسد. فعلى صعيد السويداء، يسعى شيخ عقل الدروز في سوريا، حكمت الهجري، إلى استثمار التوتر القائم بين الحكومة وقسد لدعم مطالبه بالحكم الذاتي. وقد حرص على حضور المؤتمر الذي نظمته “قسد” في الحسكة لدعم الحكم اللامركزي، وهو مؤتمر ساهم في زيادة تعقيد العلاقة بين الحكومة و”قسد”، إذ دفع انعقاده دمشق إلى الانسحاب من مفاوضات باريس مع الأخيرة.

ولم يقتصر تأثير المؤتمر على المشهد السياسي فحسب، بل امتد إلى الميدان؛ إذ اتهمت “قسد” الجيش السوري بخرق اتفاق وقف إطلاق النار في دير الزور ودير حافر وسد تشرين وتل تمر، قبل أن تنفذ مجموعات تابعة لها هجمات على مواقع الجيش في تل ماعز، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات بالأسلحة الثقيلة في دير الزور. وتتواتر الأنباء حول تخطيط الجيش السوري لعملية عسكرية ضد “قسد” قد تشارك فيها تركيا بشكل غير مباشر، خاصة مع رصد تحركات لفصائل مدعومة تركيًا على خطوط التماس في الرقة وحلب، في مؤشر على استعدادات ميدانية مبكرة.

وفي ظل هذه الأزمات، واصلت حكومة الشرع تعميق التعاون مع أنقرة، وهو ما تُوّج مؤخرًا بتوقيع اتفاقية تعاون عسكري مشترك، خلال زيارة رسمية إلى تركيا شارك فيها وزير الخارجية أسعد الشيباني، ووزير الدفاع مرهف أبو قصرة، ورئيس جهاز الاستخبارات حسين السلامة. وعلى الرغم من انشغال الحكومة بالأوضاع الداخلية، حافظ الشرع على تواصله الخارجي، حيث التقى بالنائب في الكونغرس الأمريكي إبراهيم حمادة. 

عسكريًا، برزت مؤشرات على إعادة روسيا تموضعها في الساحة السورية، من خلال تعزيز حضورها في مطار القامشلي، وتنفيذ طلعات جوية فوق طرطوس، وسط حديث عن استئناف الدوريات الروسية في الجنوب السوري للحد من وتيرة الانتهاكات الإسرائيلية للسيادة السورية.

اقتصاديًا، تواصل الحكومة البحث عن حلول لأزماتها، خاصة في قطاعي المياه والطاقة. وفي هذا الإطار، قام وزير الطاقة محمد البشير بزيارة إلى العراق لبحث ملف المياه وإمكانية إعادة تشغيل خط أنابيب النفط كركوك–بانياس، في محاولة لفتح قنوات تعاون اقتصادي إقليمي تخفف من ضغوط الأزمة الداخلية.