تخطي الروابط

سوريا 22-28 أغسطس 2025

الملخص

تستمر أزمة “السويداء” في التعمّق مع تصاعد المظاهرات المطالِبة بحق تقرير المصير، وتزايد دعوات القيادات الدينية وعلى رأسها شيخ عقل الدروز “حكمت الهجري” للمجتمع الدولي بدعم إنشاء إقليم منفصل في الجنوب السوري. هذا التوجّه ترافق مع إعلان فصائل مسلّحة، بينها “المجلس العسكري في السويداء”، الانضمام إلى الحرس الوطني، بما يعكس محاولة لإضفاء طابع منظّم ومؤسسي على التحركات الميدانية.

وفي مقابل هذه التطورات، برزت مؤشرات على تهدئة نسبية للتوتر بين الحكومة وقوات سوريا الديمقراطية “قسد”، في ظل خضوع الأخيرة لضغوط أمريكية وفرنسية حالت دون عقد اجتماع “الرقة” التشاوري للمبادئ الدستورية، الذي كان سيؤدي إلى تفاقم الخلاف مع دمشق على غرار مؤتمر “الحسكة”. وقد عُقد اجتماع في عمّان ضمّ قائد “قسد” مظلوم عبدي مع المبعوث الأمريكي إلى سوريا “توم باراك” ووفد من الكونغرس، حيث كشفت تسريبات عن نقاش متقدم حول تطبيق صيغة من اللامركزية في البلاد، ضمن سياق تنفيذ اتفاق 10 مارس.

جاءت هذه الخطوات في ظل هدوء عسكري نسبي بين الطرفين. لكن مستقبل هذا الهدوء مرهون بمدى نجاح الوسطاء الدوليين في الدفع باتجاه تسوية سياسية لملف اندماج “قسد” والإدارة الذاتية في أجهزة الدولة. فانتخابات مجلس الشعب المرتقبة تحمل في طياتها بذور أزمة جديدة، بعد أن استثنت الحكومة محافظتي الرقة والحسكة من الاقتراع بسبب عدم استقرار الأوضاع، ما أثار انتقادات الإدارة الذاتية التي دعت المجتمع الدولي لعدم الاعتراف بشرعية الانتخابات.

على المستوى الدولي، تواصل الولايات المتحدة دعم سياسي مباشر لحكومة “الشرع”، إذ ألغى ترامب لوائح العقوبات السورية وأزالها بالكامل من القانون الفيدرالي، مؤكدًا التزامه بالتنسيق المستمر مع دمشق في إدارة الأزمات. كما عكس ترتيب لقاءات المسؤولين الأمريكيين في عمّان – بدءًا بالرئيس “الشرع” قبل الانتقال للقاء قائد “قسد” – رغبة واشنطن في تثبيت الحكومة الجديدة كمرجعية أولى في المعادلة السورية.

صعّدت إسرائيل عملياتها العسكرية على نحو خطير، إذ انتقلت من التوغلات البرية اليومية في “القنيطرة” و”درعا” إلى شنّ هجمات بطائرات مسيّرة استهدفت ستة جنود سوريين في “الكسوة” بريف دمشق.

أما اقتصاديًا، فتسعى المؤسسات المالية السورية لاحتواء التحديات عبر تقوية العملة الوطنية. إذ أعلن المصرف المركزي عن طرح عملة جديدة “الليرة الجديدة” بست فئات نقدية بعد حذف صفرين، في محاولة لتعزيز الثقة بالعملة المحلية في مواجهة الدولار. فيما وبالتزامن تم افتتاح معرض دمشق الدولي في نسخته الـ62.