تخطي الروابط

السودان 15– 21 أغسطس 2025

الملخص

شهد السودان نقلة نوعية في مساره العسكري عبر صفقة تسليح ضخمة مع باكستان تتجاوز قيمتها 1.5 مليار دولار، تضمنت طائرات هجومية ومسيّرة وأنظمة دفاع جوي، مع ترجيحات بوجود تمويل خارجي. هذه الخطوة تعكس مسعى الخرطوم لتقوية قدراتها الدفاعية وتوسيع دائرة شراكاتها بعيدًا عن الغرب.

في المقابل، تبرز هشاشة الوضع الأمني للسودانيين في إفريقيا الوسطى، حيث قُتل ثلاثة منهم على يد القوات الروسية في إفريقيا الوسطى، وتعرض مخيم “براو” للاجئين لهجوم مسلح، كما علّقت منظمة “أطباء بلا حدود” أنشطتها في مستشفى زالنجي بعد اعتداء مسلح دامٍ. هذه التطورات تعكس عمق الانكشاف الأمني في دارفور وتبعاته على المدنيين.

وبرز تحرك أمريكي لإيجاد مخرج سياسي للأزمة في السودان، تمثل في لقاء سري بجنيف بين قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) وكبير مستشاري الرئيس الأمريكي مسعد بولس، وذلك بعد لقاء الأخير بالبرهان، في إطار مساعٍ دبلوماسية لإنهاء الحرب. فيما استعانت الخرطوم بشركات ضغط في واشنطن لتحسين صورتها، من خلال التعاقد مع شركة “ذا فوجل جروب”.

تؤكد التطورات الميدانية استمرار تدفق الدعم الخارجي لقوات الدعم السريع عبر غطاء إماراتي، حيث رُصدت طائرات تعبر يوميًا من تشاد وليبيا نحو نيالا محملة بمدرعات وعتاد حربي وخبراء تشغيل طائرات مسيّرة. هذه الشبكة المنظمة والمتعددة المستويات تعزز القدرات العملياتية للدعم السريع، وتكشف عن انخراط إقليمي واسع في الصراع.

في مواجهة هذه التحديات، كثف البرهان خطواته السياسية والعسكرية، فزار رهيد النوبة لتفقد القوات استعدادًا لاستعادة كردفان، وأصدر قرارات بضم القوات المساندة للجيش وتشكيل قيادة أركان جديدة، مع تغييرات واسعة في الاستخبارات والدفاع الجوي. هذه الخطوات تمثل محاولة لإعادة هيكلة المؤسسة العسكرية وتوحيد قيادتها، لكنها فجرت رفضًا من الحركات الموقعة على اتفاق سلام جوبا، وأدت لتوترات داخلية استغلها بعض الضباط المتضررين من الإحالات للتقاعد في محاولة انقلابية أُحبطت، بما يعكس عمق الانقسامات داخل الجيش ومحيطه السياسي.

على الصعيد المدني، نشط رئيس الوزراء كامل إدريس في عقد لقاءات مع مسؤولين لتفعيل ملفات استراتيجية، مثل تطوير التعدين التقليدي، وجذب الاستثمار في المعادن النادرة، وضبط تجارة الذهب والاستيراد، إضافة إلى إجراءات لمواجهة انهيار الجنيه. كما بدأت عودة مطار الخرطوم للعمل جزئيًا باستقبال أول طائرة مدنية منذ اندلاع الحرب، في خطوة رمزية لإنهاء العزلة الجوية. وفي سياق موازٍ، افتتح عضو مجلس السيادة إبراهيم جابر مراكز خدمية جديدة، وأصدر قرارًا بنقل الوزارات من وسط الخرطوم إلى مواقع بديلة شرقها لتقليل تكاليف الصيانة بعد الدمار، بما يعكس محاولة لترميم صورة الدولة ومؤسساتها.

عسكريًا، كثفت القوات الجوية السودانية ضرباتها على مواقع الدعم السريع في كردفان ودارفور، مستهدفة غرف عمليات ومخازن أسلحة في بارا، وأبو زبد، والفولة، ونيالا، ما أسفر عن خسائر بشرية ومادية كبيرة. في المقابل، صعّدت قوات الدعم السريع هجماتها على مدن وقرى شمال وغرب كردفان ودارفور، أبرزها الغبشان وأبو شوك ومليط، وارتكبت مجازر بحق المدنيين شملت عمليات قتل ونهب وحرق.

وشهدت مدينة الفاشر تصعيدًا خطيرًا شمل قصف مخيم نيفاشا والمستشفى الجنوبي واشتباكات مع الحركة الشعبية/الحلو بعد مقتل أحد قادتها، وسط محاولات الدعم السريع التقدم نحو قيادة الفرقة السادسة. كما أدى قصف جوي على مليط إلى مقتل مدنيين وتدمير سوق المدينة، وصولًا إلى استهداف قافلة مساعدات تابعة لبرنامج الأغذية العالمي تضم 260 طنًا من الإمدادات، في ظل تبادل الاتهامات بين الجيش والدعم السريع بشأن المسؤولية.