تخطي الروابط

الإمارات 4– 10 يوليو 2025

الملخص

تكشف زيارة يائير لابيد إلى أبوظبي، عن محاولات إماراتية للحفاظ على خيوط العلاقة مع مختلف الأطراف الإسرائيلية، بغضّ النظر عن هوية من يدير الحكم في تل أبيب، ضمن رؤية إماراتية مستمرة لتعزيز نفوذها السياسي عبر البوابة الإسرائيلية.

وتشير زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع للإمارات، وما تردد عن لقائه بمسؤول أمني إسرائيلي رغم النفي الرسمي، إلى تسارع خطوات الوساطة الإماراتية لفتح مسار تطبيع سوري–إسرائيلي. إلا أن المعطيات تشير إلى تعقيد هذا المسار، في ظل تحفظ إسرائيل على الانسحاب من الجولان. 

وتعكس الزيارة المفاجئة لطحنون بن زايد إلى الرياض إدراكًا إماراتيًا بتزايد التباعد مع السعودية، خاصة في ظل التنافس الإقليمي بين الطرفين في ملفي اليمن والسودان. ويبدو أن أبوظبي تحاول احتواء هذا الفتور دون تقديم تنازلات حقيقية، وهو ما يفسر استمرار التحركات الإماراتية المنفردة مثل إرسال “عبدالعزيز الخميس” إلى الكنيست الإسرائيلي بزي سعودي، في رسالة ضغط موجهة إلى الرياض. هذه الخطوة، وإن نُظر إليها على أنها رمزية، فإنها تكشف عن استخدام الإمارات أدوات إعلامية وشخصيات محسوبة عليها لتوسيع دائرة التطبيع، حتى على حساب إحراج الرياض.

وعلى الساحة الأفريقية، فتتجه الإمارات إلى تعزيز نفوذها اللوجستي عبر دعم قوات الدعم السريع، ما قاد إلى توتر متزايد مع الحكومة السودانية التي تتهم أبوظبي بالتدخل السافر. وتأتي هذه الاتهامات بالتزامن مع تحركات دبلوماسية سودانية في أفريقيا ومحافل دولية لمواجهة الخطاب الإماراتي، بينما تحاول أبوظبي تحسين صورتها، وهو ما تُرجم في قرار البرلمان الأوروبي بإزالة اسمها من قائمة الدول عالية المخاطر. وبتزامن مشاركتها النشطة في قمم “بريكس”، تحاول الإمارات رسم صورة مزدوجة: دولة فاعلة اقتصاديًا وشريك دولي مسؤول، رغم استمرار انتقادات حادة لسلوكها في أزمات إقليمية ساخنة.